وقعت "سابك"، الأربعاء، اتفاقية يتم بموجبها تحويل مصنعها للبولي كربونيت في قرطاجنة، بإسبانيا، للعمل بالطاقة المتجددة بشكل كامل، ليكون بذلك أول مصنع ضخم للكيماويات في العالم يتم تشغيله كاملاً بالطاقة المتجددة. وبموجب هذه الاتفاقية، ستستثمر شركة (إبردرولا)، إحدى أكبر شركات مرافق الكهرباء في العالم، ما يقرب من 70 مليون يورو لإنشاء منشأة لتوليد الطاقة الشمسية الكهروضوئية بسعة 100 ميجاواط، تضم 263000 لوح شمسي، على أرض مملوكة لشركة (سابك)، مما يجعلها أكبر منشأة للطاقة المتجددة مخصصة لجهة صناعية في أوروبا، ومن المتوقع أن تعمل المنشأة بكامل طاقتها في عام 2024م. وتمثل هذه الخطوة علامة بارزة أخرى في مسيرة (سابك) نحو تحويل جميع عملياتها العالمية للعمل بمصادر للطاقة النظيفة، حيث تطمح الشركة إلى تركيب مرافق لتوليد 4 جيجاواط من الكهرباء - سواء عن طريق طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية - لمواقعها حول العالم بحلول عام 2025م، على أن يتم رفع هذه السعة إلى 12 جيجاواط بحلول عام 2030م. كانت سابك قد أكملت في عام 2019م، تركيب الألواح الشمسية في مواقعها في الهند وتايلاند، مما ساعد على تقليل انبعاثات الاحتباس الحراري بمقدار 200 طن، في حين بدأ مرفق سابك "موطن الابتكارTM" في الرياض العمل بالطاقة الشمسية بالكامل منذ عام 2015م.

الطاقة النظيفة

قال نائب الرئيس التنفيذي للتقنية والابتكار والاستدامة في سابك الدكتور بوب موهان بهذه المناسبة: تعد هذه الصفقة الرائدة مع شركة إيبردرولا خطوة مهمة نحو تحقيق أهدافنا للاستدامة والطاقة النظيفة على المدى الطويل، مؤكداً أن هذا النوع من الشراكات سيسهم بدور فاعل في نمو أعمالنا، حيث تأتي منشأة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في قرطاجنة لتؤكد مواصلة سابك قيادة جهود الاستدامة في صناعة الكيماويات، وتوضح أن تحقيق التحول والانتقال على نطاق واسع للطاقة المتجددة هو أمر ممكن. أضاف قائلاً: شهدت السنوات الأخيرة إنجازات عديدة وفارقة في مجال تقنيات الطاقة المتجددة، وسنكون دائماً من أوائل المستخدمين لهذه التقنيات نظراً لاهتمامنا الكبير بالتقنية والابتكار، كما أننا مؤهلون في الوقت الحالي للمضي قدماً في هذا التحول، حيث ستوفر منشأة الطاقة الكهروضوئية الجديدة خفضاً سنوياً قدره 80 كيلو طن في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون غير المباشرة، وتزيد من دعمنا وإسهاماتنا في مبادرات أوسع تتعلق بتغير المناخ مثل مبادرة الاتحاد الأوروبي 2030م، فضلاً عن مواءمة جهودنا مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وبمجرد أن تبدأ منشأة الطاقة عملها بتقديم الطاقة اللازمة لتشغيل مصنع البولي كربونيت، سيتمكن زبائن سابك، خصوصاً في قطاعي السيارات والبناء، من الحصول على حلول ومواد بولي كربونيت منتجة بطاقة متجددة بنسبة 100%، مما يزيد من قدرة سابك على تلبية طلبات الزبائن والمستهلكين للحصول على حلول أكثر استدامة وسط تزايد الاهتمام بمعادلة انبعاثات الكربون في العالم.

مستقبل الطاقة

أوضح المدير العالمي لقطاع الزبائن في شركة إبردرولا إنيجو ألونسو، أن هذه الشراكات تعزز من مستوى تنافسية مصادر الطاقة المتجددة، وتوفر الفرص لتطوير المشاريع المبتكرة التي تعمل على تغيير حاضر ومستقبل الطاقة، مؤكداً أن عقود شراء الطاقة طويلة الأجل ستوفر مناخاً مستقراً للاستثمار في هذا المجال، حيث أصبحت هذه العقود تُشكل أداة مثلى لإدارة إمدادات الكهرباء لكبار الزبائن، الملتزمين باستخدام مصادر الطاقة النظيفة والمستدامة. يذكر أن "سابك" تخطط حالياً لتركيب تقنية الخلايا الشمسية في المقر الرئيس للشركة في الرياض، وهناك دراسة جدوى في مراحلها النهائية مع شركة مرافق والهيئة الملكية للجبيل وينبع، لبحث مشروع إنشاء محطة للطاقة الشمسية بتكلفة 300 مليون دولار، وسعة 300 ميجاواط على الساحل الغربي للمملكة. وبمجرد الانتهاء من هذا المشروع، ستستفيد سابك من الكهرباء التي يولدها المشروع، في مصانع الكيماويات التابعة لها في المنطقة. كما بدأت سابك بالفعل تنفيذ مبادرتها "تروسيركلTM" التي تتضمن تلبية متطلبات الزبائن والمستهلكين من خلال تقديم باقة خدمات ومنتجات تشمل مواد وتقنيات تخدم الاقتصاد الدائري، بما في ذلك البوليمرات الدائرية المعتمدة المنتجة من إعادة التدوير الكيميائي للبلاستيك المستخدم، والبوليمرات المتجددة المعتمدة على مواد لقيم بيولوجية، وغيرها. وتعد منشأة الطاقة المذكورة مبادرة ذات أهمية عالية في مساعدة سابك على إدارة أعمالها من خلال مفهوم الاقتصاد الدائري، حيث سيسهم وجود طاقة متجددة في مصدر الإنتاج بشكل أكبر في تمكين رؤية مبادرة "تروسيركلTM".