تعدد الروايات حول ما حدث فعلا في ما يمكن وصفه بـ «زلزال أو هيروشيما بيروت»، لكن تتوجه التكهنات حول مستودع أسلحة لحزب الله في العنبر 12 داخل المرفأ الذي يضم مواد شديدة الانفجار هي نيترات الأمونيوم، كما أن لحزب الله علاقة سابقة كما أفادت تقارير ألمانية عن استعماله تلك المادة في أكثر من حادثة حول العالم.

مستودعات خارج الرقابة

يبدو أن قرار إقامة مستودعات أسلحة لحزب الله خارج الرقابة الأمنية الرسمية اللبنانية ليس بجديد، فسبق وكشف عن هذا الأمر بشكل سافر إبان حرب تموز 2006، حينما أقام مستودعات أسلحته تحت الأرض في المناطق السكنية. وإذا صحت التقارير الدولية فلقد حول حزب الله لبنان إلى معمل لصناعة الأسلحة والصواريخ لصالح إيران، ما يفسر سبب التفجير الذي حدث في مرفأ بيروت بغض النظر إن كان ناتجا عن الإهمال أو قصفه جويا، في هذا السياق يرى المحلل السياسي محمد نمر في تصريح خاص لـ«الوطن» أن ما حدث في مرفأ بيروت يذكره باستهداف تفجير مخازن أسلحة ومراكز تخصيب في سورية، بغض النظر عن جهلنا حول ما كان موجودا بالفعل في المرفأ وتحديدا العنبر 12، لأن الانفجار على حد تعبيره «أكبر من مجرد تفجير مواد شديدة الخطورة». كما أن الانفجار جاء في توقيت صراع بين حزب الله وإسرائيل، بعد أن عمد ذلك الأول إلى «تحويل لبنان لصندوق بريد في خدمة إيران، والأهم أنه يأتي قبل أيام من صدور قرار المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري».

حكم حزب الله

أكد نمر أن «لبنان مرافئه محكومة من حزب الله، وما الضرر الذي أصابه إلا لوجود دويلة تابعة للسلطة الإيرانية، ما ضرب منطق الدولة فوصل لبنان إلى هذه الحالة من الاهتراء والفساد. كما أن كل الأحداث التي كان حاضرا فيها حزب الله التابع لإيران غير مرتبطة بالوطنية اللبنانية، بعد أن حول أرض لبنان إلى جغرافيا صالحة للميليشيات وليس الدولة، وبالتالي أي معطيات حول وجود مخازن أسلحة لحزب الله أمر ليس بالغريب. لقد حوّل حزب الله لبنان إلى جغرافيا للحرب والعسكرة وثقافة الموت لمصلحة إيران، وجعل من بيروت صندوق بريد لاستهداف الدول العربية وتحديدا الخليجية، والتدخل في شؤون العرب من أجل طهران».

حرب تموز

ذكر نمر أن حزب الله استخدم اللبنانيين في حرب تموز 2006 كدروع بشرية في الضاحية الجنوبية المكتظة بالسكان والبقاع والجنوب، بعد أن وضع صواريخه وأسلحته في المرافئ العامة والمباني السكنية ومستودعات تحت الأرض. وتابع نمر قائلا: «هناك مواقع عسكرية تابعة لحزب الله ومعروفة للدولة اللبنانية لكنها لا تستطيع الدخول إليها، وسبق وقالها حسن نصر الله بأن لا أحد قد يقترب من المعابر غير الشرعية المعنية بمرور السلاح والذخيرة، ويسيطر حزب الله على مجلس النواب بـ 74 نائبا، كما قال قاسم سليماني، وحكومة تابعة له بشكل مباشر ورئيس جمهورية ينفذ أجندته، وبالتالي يستحيل استقامة الدولة اللبنانية في ظل منطق دويلة حزب الله».