بداية هذا المقال تحتوي على معيار عال من «الفذلكة والتفذلك»، لذا ننصح ذوي الحساسية المرتفعة من الفذلكة ومسبباتها بالضغط على زر الرجوع مرتين و«يا دار ما دخلك شر».

وبالعودة لمحور الحديث فإن «البرمجة اللغوية العصبية» أو ما يعرف بـ (NLP) هي علم متشعب يدخل في عدة مجالات كالطب النفسي والعلاجي والتأهيلي، وقد تتم دراسته والاستعانة به حتى من قبل المحققين المتعمقين في القضايا المعقدة وغيرها من الاحتياجات المختلفة لهذا العلم، وخلاصته تقول إنه يمكننا برمجة الدماغ البشري، كما يبرمج جهاز الحاسب الآلي والهاتف المحمول وغيره، والذي نتمكن من التحكم به من خلال إدخال برمجيات خاصة لإدارته، ويصبح هذا الجهاز أو هذا الدماغ «خاتما بأصبعنا».

أما العلاقة بين السناب شات والـ (NLP)، فهي أنه تمت برمجة هذا التطبيق بطريقة معينة، جعلت منه مبرمجا لغويا لأدمغة شبابنا وفتياتنا وخصوصا من هم في مرحلة المراهقة وأحيانا ما قبلها، فوفر لهم التطبيق حلولا لما يعانونه في الحياة العامة وبطريقة مبسطة، فتجده قد بدأ أولا بتمكين المستخدم من خوض التطبيق بكامل تفاصيله تحت اسم مستعار ولا يحتاج إلى إظهار رقم الجوال أو أية جهة إثبات رسمية لهذا المستخدم، ليشعر المستخدم هنا وكأنه «شبح» ينظر إلى كل شيء و«كل شيء» لا ينظر إليه، وهذا ما جعل أغلبنا وكأنه يعاني من انفصام في الشخصية إذا ما تابعنا حالاته في «الواتساب» وقارناها مع حالاته في «السناب شات»، فهنا «أم الرزانة» وهنا «أم الهبالة»، وكأنه عدة أشخاص في شخص واحد بمجرد أنه شعر بأنه سيظهر ما يحلو له بدون أن يعرف أي أحد عن هويته، وهذا أول البرمجيات.

أما ثانيها فهي الرسائل التي «تتبخر» بمجرد مشاهدتها، وإيهام المستخدم بأنه لا يمكن حفظها أو عمل «لقطة شاشة» لها دون أن يعرف صاحبها الأصلي، مما يجعل هذا التطبيق بيئة خصبة للتحرر من المبادئ والقيم والأخلاق الفطرية السليمة، حتى أنه وصل الحال إلى عرض «خدش الحياء» علنا على خريطة السناب، وكل ذلك ربط برمجي لغوي للدماغ بأنه في حالة خصوصية شديدة وأنه لن يستطيع أحد معرفته، فيمشي المستخدم هذا على «حل شعره» ولا «يدير بالا» للروح الإنسانية بداخله قبل كل شيء وكيف أنها لا بد أن تختلف عن الحيوان على الأقل «بالتكريم».

وثالثا وهي الفلاتر التي تخفي عيوبا وتظهر محسنات بديعية وديكورا خارجيا زاهيا على نقيض الجوهر، فتجعل حتى الزوج وزوجته يحبون أن يتواصلوا بالسناب شات وهم حتى في الغرفة نفسها وفي السرير نفسه، فقط لأن هذا التطبيق أخفى عيوبا فلم يعودوا يصطلحون مع بعضهم، وكل منهما لا يتقبل الآخر إلا عن طريق هذه الفلاتر التي تظهر جميلا وتخفي قبيحا، وكل ذلك ربط بين الـ (سناب شات والبرمجة اللغوية العصبية).

نظرة للسماء: ارحموا قلوبا خلقها الله طاهرة، فوفرنا لها قطرات من سم مركز، أماتت جمال القلب، فظهر قبيح الجسد.