نجح بحمد الله موسم الحج لعام 1441 ولم تسجّل أي حالة كورونا في صفوف الحجاج، وأعلنت السعودية نجاح الموسم الاستثنائي ليبدأ التخطيط لموسم جديد هو موسم العمرة، الذي يؤكد فيه المسؤولون أن خططه جاهزة كونها نجحت في الركن الخامس ولله الحمد، ولهذا التفكير في إعلان العمرة على دفعات سيكون هدف وزارة الحج والعمرة من بعد المحرم، وليكن في بداية صفر المقبل، وتكون أيضاً بذات الطريقة والإعلان حتى تستمر الشعيرة، لكن الأمر كما هو محل عناية الدولة سيخضع للجنة الصحية العليا حفاظاً على النفس البشرية بإذن الله.

ما يهمنا الآن كيف نجح الموسم الاستثنائي، وأن وراء النجاح خطط عملت ليل نهار، جاءت نتائجها ولله الحمد مُشرفة، شهد بها القاصي قبل الداني، وما ذلك إلا لنجاح الاستعداد والتخطيط الذي شاركت فيه القطاعات المعروفة الأمنية والصحية والخدمية تحت مظلة وزارة الحج والعمرة، التي استلهمت التوجيهات الكريمة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وفقهما الله، حتى جاء الحج مكتمل الأهداف والنتائج، ورأينا التنظيم الرائع عبر رحلة العُمر بدءاً من مطارات المملكة، وحتى عودة الناس إلى بيوتهم آمنين مطمئنين.

شاهدنا التنظيم في دخول مكة المكرمة ثم الصعود إلى منى والوقوف بعرفات والعودة إلى منى والأمان والراحة في رمي الجمار، ثم طواف الوداع. رحلة عمر لا تتجاوز الأيام الخمسة، رحلة ممتعة نسأل الله القبول لكل من أدى الفريضة من أبناء المسلمين ومواطني المملكة.

كانت حجة بيضاء نظيفة خالية من الأمراض والأوبئة، تحقيقاً لمقصد الشريعة في حفظ الأنفس، وهو ما تحقق ولله الحمد، ولهذا نقف لنتعرف على بعض من الدروس المستفادة من موسم الحج الاستثنائي، يأتي في مقدمتها حرص المملكة على شعيرة الحج وإقامتها وهذا ما تحقق وباركه العالم وقياديوه والمفتون في الدول الإسلامية، فرحين بإتمام هذا الموسم المبارك. كذلك نجاح الخطط الأمنية والصحية حيث يرى في كل مجموعة، قيادي من الصحة والأمن والحج وتوزيع الأدوار بينهم في تحركاتهم في أداء المناسك والتنقل في المشاعر المقدسة، في أجواء إيمانية وروحانية صحبتها أجواء جميلة ساهمت في لطافة الطقس بحمد الله.

أضف إلى ذلك نجاح الترتيب العلاقاتي بين أجهزة الدولة التي أشرفت على نجاح الموسم منذ بداية التخطيط لهذا الحدث الاستثنائي بإقامة شعيرة الحج، ورأينا هذا قد انعكس على النجاح الكبير لهذا الترتيب بين أجهزة الحج والصحة والإعلام والجهات الأمنية والنقل في إدارة الحشود البشرية، الذي نبع من إيمانها بأبنائها وتوظيف كل إمكانيتها لخدمة ضيوف الرحمن تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى، وخدمة للإسلام والأمة الإسلامية إذ هي راعية الحرمين ومسؤولة عنهما، وهو شرف لقيادتها وشعبها، وهذا ما نتج عنه هذا الموسم الاستثنائي الذي تقدمه أنموذجاً للعالم كله في زمن كورونا وغيره، ليكون دليلاً واضحاً على قدرة المملكة على تحقيق مثل هذه النجاحات ولله الحمد.