مالي أراك يا بيروت وحيدة تحتضرين، لماذا دائما أنت ولا أحد سواك ؟! هل قدرك دائما أن تدفعي الثمن باهظا أنت وحدك يا بيروت !! يا لعظمتك يا بيروت، كيف تحتملين كل هذا؟ من أي طينة أنت؟ من أين لك كل هذا الصبر والثبات؟

من أين تستقين كل هذا الشموخ والأنفة؟ من لي بمثلك يا سيدتي يحتمل كل هذه الجراح؟ كيف بك تنهضين من كبواتك بأسرع مما يتصوره أحبابك لا أعداؤك؟

من كان يصدق يا بيروت أن تعودي لنا بعد كل الجراحات التي شوهت وجهك الجميل، يوم أن غيب الأبناء العقل وسلموا أنفسهم للطائفية المقيتة فقتلوك قبل أن يقتلوا أنفسهم !!

آه يا بيروت من كان يصدق أن تخرجي من بين يدي شارون وأنت محتفظة بكبريائك الذي يزداد يوما بعد يوم رغم الخيبات التي تصطدمين بها، وممن؟ من أقرب الناس إليك !

يريدون منك يا بيروت أن تكوني مكانا لمعاركهم وإنجازاتهم، وهم بعيدون عنك لا يسألون عن آهاتك وخيباتك التي تظنين أنها دفنت مع من دفن من أبنائك الذين قضوا في معارك الشرف ضد من أراد هدر كرامتك وإذلالك ولكنهم عجزوا عن ذلك يا بيروت، لأن لك أبناءك الذين ورثوا العزة منك، وتشربوا كبرياءك.

ستظلين يا بيروت دائما في فوهة البركان، والكل يقدمك ككبش فداء، ولكنك دائما يا صاحبة الجمال والجلال لا تموتين لأن شجرة الأرز لا تموت.