ساد التوتر العاصمة اليمنية صنعاء بعد الأحداث التي تشهدها العاصمة الليبية طرابلس، حيث أعاد أطراف الأزمة، بخاصة العسكرية منها ترتيب وتموضع قواتها تحسباً لأي طارئ قد يقع في الأيام القليلة المقبلة، خاصة مع حديث المعارضة عن قرب حسم الأزمة قبل حلول عيد الفطر المبارك، وفقاً للناطق الرسمي لأحزاب اللقاء المشترك المعارض محمد قحطان.

وكان قحطان قال إن النصر قريب جداً وإن العيد المقبل سيأتي بيمن جديد، مضيفا أن الحسم سيكون سلمياً إلا إذا قرر أبناء الرئيس والنظام بشكل عام خلاف ذلك، وأشار في محاضرة له في ساحة التغيير بصنعاء إلى أن الظروف مواتية لإحداث التغيير المطلوب وأن الشعب اليمني قد ضاق ذرعاً من الحال الذي وصل إليه بفضل السياسة التي يتبعها النظام منذ 33 عاماً.

ميدانياً أعادت القوات الموالية للرئيس علي عبدالله صالح انتشارها في المناطق القريبة من المؤسسات الحساسة في البلاد، مثل مجمع دار الرئاسة ومجلس الشورى والوزراء والإذاعة والتلفزيون وغيرها من المؤسسات التي تخشى السلطات من الزحف عليها.

ودشن حزب المؤتمر الشعبي حملة شعبية موسعة لمناهضة التوسع المضطرد في نطاق مخيم الاعتصام الاحتجاجي بصنعاء وتقليص فرص التأثير المحتمل لتصاعد الفعل الثوري من قبل المعتصمين المطالبين بإسقاط النظام الحاكم عبر دعم الفعاليات الشعبية الرمضانية المنظمة من قبل ناشطين موالين في كافة الأحياء المجاورة لساحة التغيير والهادفة إلى تحفيز الاحتجاجات في أوساط سكان هذه الأحياء حيال استمرار انتصاب مخيم الاعتصام الاحتجاجي للقوى المناهضة للنظام الحاكم وتأطيرها في هيئة أنشطة احتجاجية منظمة وأكثر تأثيرا من مجرد بناء الجدران وإقامة الحواجز من الحجارة والأسمنت لوقف التمدد المتزايد لمخيمات الاعتصام في الأحياء المتاخمة والمجاورة لساحة التغيير، إلى استحداث تجمعات اعتصامية جديدة موالية للنظام في كافة المناطق الشاغرة المحيطة بذات الساحة.

على صعيد آخر نعى صالح صديقه الحميم، رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني، الذي أعلن عن وفاته أول من أمس في السعودية، وتقدم صالح برفقة رئيس مجلس النواب يحيى الراعي ورئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور المصلين بجامع الملك سعود في الرياض على جثمان عبد الغني الذي وصل أمس إلى صنعاء.

وأشاد صالح في كلمة له بعد أداء الصلاة بمناقب عبدالغني الذي كان قريباً منه في كافة المحطات البارزة أثناء حكمه الممتد لـ 33 عاماً، وقال: " لقد اعتصر الرحيل النفوس وأدمى القلوب كلها وليس قلوب من يعرفه فقط، هذا الرحيل الأليم وهذه الخسارة الفادحة بالنسبة لي ولأسرته وللوطن ".

على صعيد آخر قتل 6 مسلحين من تنظيم القاعدة في غارة جوية في محافظة أبين، جنوب البلاد، استهدفت مواقع تمركز جماعة القاعدة في منطقة العرقوب التي سيطرت عليها القاعدة الأحد الماضي، مما أدى إلى مصرع جميع المسلحين الـ6. وفي مدينة لودر في المحافظة نفسها، انفجرت دراجة نارية كان يقودها انتحاري تحوّل جسده إلى أشلاء ينتمي للقاعدة، في قرية حدأ.

ورجحت مصادر أن الدراجة كانت في طريقها لتنفيذ عملية انتحارية تستهدف تجمعا للقبائل المنتشرة في المدينة.