يفتخر جنوب المملكة بنباتاته العطرية التي باتت واحدة من سماته الخاصة، حتى تحولت إلى جانب جدواها الاقتصادية إلى رمز ثقافي يحمل كثيراً من الدلالات، وإرثا شعبيا أصيلا، يتباهى به سكان الجنوب، ويطوقون به رؤوسهم وأعناقهم. ولا يقتصر دور هذه النباتات على الجانب الجمالي والتراثي، بل باتت تلعب دورا اقتصادياً بالغ الأهمية للمناطق الجنوبية، وعلى الأخص منطقة جازان، حيث بلغ معدل إنتاج النباتات العطرية فيها وحدها، أكثر من 720 طنا سنويا، فيما قدر المتعاملون والتجار حجم سوق النباتات العطرية بعشرات الملايين سنويا خلال موسم الإنتاج في المنطقة.

توزع

تستأثر مزارع مركز الشقيري بمحافظة ضمد التابعة لمنطقة جازان بنحو 70% من إنتاج المنطقة، فيما تنتج بقية المحافظات الـ30% المتبقية.

ويبلغ إجمالي نبات الفل البلدي مثلا 227.350 ألف شتلة، تتوزع على 948 مزرعة بجازان، ويقدر حجم سوقها بنحو 72 مليون ريال، وتنتشر زراعته بمحافظات أبوعريش، وأحد المسارحة، وضمد، والشقيري، والعارضة، وصبيا، التي تعد أراضيها بيئة خصبة لزراعة الفل والنباتات العطرية، ومصدر تسويق لتصديرها خارج المنطقة، حيث تتصدر الرياض وجدة المدن الأكثر استقبالا للفل الجازاني ونباتاته العطرية.

نباتات متنوعة

تتمثل أبرز النباتات العطرية في: الفل، والبعيثران، والمخضارة، والسكب، والنرجس، والشيح البلدي والجبلي، والخطور، والكادي، والعرعر، والبردقوش، والشذى، والإقحوان، والشمطري، والوالة، والحناء البلدي، والريحان، وتشتهر منطقة جازان بزراعتها، إذ تستحوذ على أصناف كثيرة تسهل زراعتها في المنطقة لطبيعة أراضيها الزراعية، وتوفر التربة الصالحة، والمياه.

موروث اجتماعي

لا تخلو مزارع ومنازل جازان من الفل، والنباتات العطرية، فقد ارتبطت بالجازاني، وشكلت موروثا اجتماعيا وشعبيا له، حيث تتسابق نساء المنطقة على تزيين رؤوسهن بعقود الفل، والنباتات العطرية، في الأعراس والمناسبات الاحتفالية، كما يزيّن المنازل بها، لما لها من فوائد نفسية وعلاجية، في وقت أصبحت ظاهرة فخر للقبائل الجبلية، الذين يقتنون النباتات العطرية، التي توضع على الرأس، وتسمى بالعصبة، وتعد جزءا من اللباس التقليدي عند أداء الفنون الشعبية، وتشتهر به محافظات هروب، والريث، والداير. وتتكون العصبة من زهور الورد، أو الفل، أو الريحان، وغيرها، وتصل قيمتها إلى 20 ريالا في الإجازات السنوية، نظرا للإقبال الكبير عليها من المواطنين والزوار، وتعد عادة تاريخية توارثتها الأجيال.

صناعة

تحولت النباتات العطرية من الزينة إلى صناعة تحقق دخلا ماديا كبيرا، حيث دخلت بعض فتيات ونساء جازان عالم التجارة والتسويق لها، بطريقة مبتكرة، إذ يتم تحويلها إلى عطور تباع في الأسواق، والمهرجانات، وتدر مداخيل مالية كبيرة لهن، إلى جانب صناعة إكسسوارات طبيعية من الأشجار العطرية، كالخطور، والطيب المعروف باللباب، أو المحلب، وإدخال الخرز الملون كنوع من عنصر التزيين، الذي يشهد إقبالا كبيرا من المواطنين والزوار على الشراء، وأصبح عنصرا أساسيا من جمال المرأة الجازانية.

وأكد أحمد الهروبي أحد المستثمرين في النباتات العطرية، أن المبيعات السنوية تتجاوز 600 ألف ريال سنويا، مشيرا إلى أن العصابة تعد الأكثر مبيعا لمختلف الفئات العمرية في محافظة هروب. وبينت دنيا سهلي، أنها تقوم بصناعة العطور المختلفة من النباتات العطرية داخل منزلها، حيث تجهزها وتبيعها في موقعها الخاص داخل سوق مدينة جازان الشعبي، أو من خلال التواصل معها وتلبية رغبات الزبائن، مضيفة أن سعر العطر الواحد يبلغ 40 ريالا، وأنها تحقق دخلا ماديا كبيرا.

منتجات محلية

وافقت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على تأسيس وترخيص جمعية الفل والنباتات العطرية بمنطقة جازان، والتي اعتمد مقرها بمحافظة أبوعريش، وتم البدء في تشكيل اللجان، والأعضاء الرسميين، والذين يبلغ عددهم نحو 30 عضوا.

وجاء اختيار محافظة أبوعريش باعتبارها أرضا وبيئة خصبة وموطنا أصليا للفل والنباتات العطرية، ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن بدء نشاط الجمعية بمحافظات جازان، وتنفيذ الخطط المعتمدة.

720 طنا سنويا إنتاج جازان من النباتات العطرية

70 % من الإنتاج يأتي من مزارع مركز الشقيري

30 % إنتاج بقية محافظات جازان

227.350 ألف شتلة فل بجازان

72 مليون ريال حجم سوق الفل بجازان

948 مزرعة فل بجازان

أبرز النباتات العطرية:

الفل البلدي

البعيثران

المخضارة

الشكب

النرجس

الشيح البلدي والجبلي

الخطور

الكادي

العرعر

البردقوش

الشذى

الإقحوان

الشمطري

الوالة

الحناء البلدي

الريحان

أبرز استخدامات النباتات العطرية

- تفاخر القبائل بلبسها

- تشتهر في المناسبات الاجتماعية والأفراح

- تستخدم لتزيين الملابس

- إهداؤها لضيوف المنطقة والزوار أثناء استقبالهم

- تزيين البيوت