أعلنت السلطتان الليبيتان المتنافستان كل على حدة عن تنظيم انتخابات مقبلة في البلاد ووقف فوري لإطلاق النار على كل الأراضي الليبية، ورحبت الأمم المتحدة ب"التوافق الهام" بين الطرفين. وفي إعلان مفاجئ، قال رئيس الحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة فايز السراج في بيان إنه أصدر تعليماته إلى جميع القوات العسكرية بالوقف الفوري لإطلاق النار وكافة العمليات القتالية في كل الأراضي الليبية. ودعا إلى "انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال شهر مارس القادم، وفق قاعدة دستورية مناسبة يتم الاتفاق عليها بين الليبيين". وفي بيان منفصل نشر على حساب بعثة الأمم المتحدة في ليبيا على تويتر، طلب عقيلة صالح، رئيس البرلمان الداعم للرجل القوي في الشرق الليبي المشير خليفة حفتر، "الوقف الفوري لإطلاق النار وكافة العمليات القتالية في جميع أنحاء البلاد". وأضاف "نسعى إلى تجاوز الماضي وطي صفحات الصراع والاقتتال والتطلع إلى المستقبل وبناء الدولة عبر عملية انتخابية طبقا للدستور وإطلاق مصالحة وطنية شاملة".

ورحبّت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز "بالتوافق الهام" بين رئيسي المجلس الرئاسي ومجلس النواب "الهادف إلى وقف إطلاق النار وتفعيل العملية السياسية"، وفق ما جاء على حساب بعثة الأمم المتحدة الى ليبيا على "تويتر". ووصفت وليامز في بيان صادر عن البعثة الإعلانين بـ"القرارات الشجاعة".

القاهرة ترحب

رحّب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بإعلان السلطتين المتنافستين في ليبيا وقف العمليات القتالية على كل الأراضي الليبية وتنظيم انتخابات قريبا، واعتبر ذلك "خطوة هامة" على طريق التسوية السياسية. وكتب السيسي على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك "أرحب بالبيانات الصادرة عن المجلس الرئاسي ومجلس النواب في ليبيا بوقف اطلاق النار ووقف العمليات العسكرية في كافة الأراضي الليبية باعتبار ذلك خطوة هامة على طريق تحقيق التسوية السياسية".

صراع

وتشهد ليبيا حالة من الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. ومنذ 2015 تتنازع سلطتان الحكم فيها، هما حكومة الوفاق الوطني ومقرها طرابلس (غرب) وحكومة موازية تدعم المشير حفتر في شرق البلاد. وتساند تركيا حكومة الوفاق، بينما تدعم مصر وروسيا والإمارات المشير حفتر. وكانت القاهرة لوّحت بالتدخل العسكري المباشر في ليبيا وقال السيسي في يونيو أثناء تفقده وحدات الجيش الغربية "إذا كان يعتقد البعض أنه يستطيع أن يتجاوز خط سرت أو الجفرة فهذا بالنسبة لنا خط أحمر". ثم علّق السيسي لاحقا قائلا "إن الخطوط الحمراء التي أعلناها هي بالأساس دعوة للسلام وإنهاء الصراع في ليبيا".