هذه العبارة سمعتها من أحد المعلمين وجهها لطالب معنا في الفصل عندما كنت في الصف الثاني متوسط (عام 1998).

يومها رأى المعلم ذلك الطالب يلعب في الحارة كرة القدم مع أولادٍ أصغر منه، فأراد ممازحته في اليوم التالي وقال له "عامل نفسك رونالدو على الصغار"؟!.

فصار الطلاب كلما شاهدوا زميلاً لهم يلعب الكرة مع من هم أصغر أو أقل مستوى منه يقولون له ذلك.

في حياتنا اليومية نرى كثيراً من البشر يقومون بدور "رونالدو" بشكل انتقائي.

- يتفلسف أمام عوام ويدعي أنه مثقف، ولو جلس مع مثقفين حقيقيين لما استطاع أن يجاريهم.

- يخوض بالدين ويفتي على هواه مستغلاً جهل الناس به، ويتجنب الحديث مع العلماء الصادقين حتى لا يُخرس ويُبهت.

- يستعرض عضلاته على الضعفاء والمساكين فيظلمهم ويهينهم، بينما يتغير مع الأقوى منه وقد يصبح لهم مطبلا وذليلا.

- يمثل دور (سي السيد) مع زوجته وبناته وأخواته، ويتحول إلى خروف وديع مع زميلاته.

وغالباً أنّ صاحب هذه الشخصية يعاني من تضخم الذات أو من نقص وعقدة قديمة فيريد أن يفرغها على آخرين.

وعند العرب قول شهير صار يضرب به المثل لمن يتقوى على الضعيف:

أسدُ عليّ وفي الحروب نعامة

والعجيب أنّ هذا قيل في الحجاج بن يوسف الثقفي رغم شهرته بالقوة والطغيان، فقد ذكروا أنّ غزالة الحرورية - وهي امرأة من الخوارج -، نذرت أن تصلي في مسجد الكوفة الجامع ركعتين تقرأ بالأولى بسورة البقرة وفي الثانية بآل عمران، وأصرّت على الوفاء بنذرها رغم يقينها أن الحجاج لن يسمح لها بذلك، فجاءت إلى الكوفة على رأس مجموعة من الخوارج يقودهم زوجها شبيب الذي قتل في طريقه العشرات من جنود الحجاج معتزاً بقوته وبطشه ولم يأبه للدماء التي أريقت والأرواح التي أزهقت.

وسار شبيب وجنده في شوارع الكوفة وبجواره زوجته غزالة حتى دخلت المسجد لتصلي فيه وتوفي بنذرها، ووقف هو وبعض جنوده عند الباب لحراستها، حتى أدت نذرها ثم عادوا دون أن يجرؤ الحجاج على منعهم أو مقاومتهم بل أغلق عليه قصره ومعه آلاف من جنوده!!.

بعد هذه الحادثة أرسل الحجاج في طلب شاعر الخوارج عمران بن حطان، وصار يتوعده فما كان من عمران إلا أن سخر منه وتهكم عليه بقوله:

أسـد علي وفي الحروب نعامة *** ربداء تجفل من صفير الصافر

هلا برزت إلى غزالة في الوغى *** بل كان قلبـك في جناحي طائـر

فإذا أردت أن تكون رونالدو ولا بد، فكن رونالدو مع الجميع.

ورونالدو في العنوان: هو الظاهرة البرازيلي رونالدو لويس دي ليما الذي كانت له صولات وجولات في نهاية التسعينيات وبداية الألفية الجديدة.