نعم هو مصطلح جديد وغريب.. لا أعتقد أنكم قد سمعتموه من قبل.. فهو يلخص أخطر الأمراض النفسية.. ألا وهي الاكتئاب.

جاء هذا المصطلح في ذهني عندما رأيت الكم الهائل من المشكلات النفسية والعصبية التي تصيب كثيرين بسبب الظروف المتغيرة والطارئة نتيجة انتشار جائحة كورونا وما عقبها من مشكلات وتحديات مفاجئة، والذي سبب لهؤلاء الشعور بالقلق المزمن وكأنها نهاية العالم، فعانى الجميع من الضغط النفسي والذهني نتيجة لهذه الظروف المتغيرة وغير المستقرة.

إن الحياة بكل ما فيها قد تغيرت، فكل الموازين انقلبت رأساً على عقب، وكأننا انتقلنا إلى حقبة زمنية جديدة. فمنا من تأقلم بل واستغل هذا الشأن وتعامل معه بسياسة "الأمر الواقع" التي تتعامل بها بعض الدول في علاقاتها مع الدول الأخرى، وبدأوا بالطبع يستغلون ويستفيدون من هذا الطارئ المستجد لصالحهم وأصبحوا كـ"الناجين" في سفينة لا يعلم قبطانها أين يذهب بها.

وعلى الجانب الآخر، نرى من لم يعد العتاد ويحزم الأمور فترك نفسه للحياة لتدبر له شأنه وتحسم له أمره، فغدرت به الحياة وشعر وكأنها الممات وأصبح كـ"الغارق" فيما آلته له الحياة وأصيب بالسرطان، ولكن هذا النوع من السرطان هو سرطان ينتشر في النفس وليس في الجسد، ويدمر خلايا البشر النفسية والعصبية لا الجسدية.

السرطان النفسي مثله مثل السرطان العضوي علاجه يجعلك تخسر كثيرا وكثيرا من صفات الحٌسن والجمال، ولكن هذا الجمال هو جمال النفس، فتنظر إلى المرآة ولا تدرك من أنت ولا ترى سوى وجها معبَأ بالهموم والمشاكل فقط.

احذروا وتجنبوا هذا النوع من السرطان، حيث ينبغي ألا تترك نفسك عرضة للمشاكل والمصائر التي تدفعها عجلة الحياة، بل قاوم أيا كانت ما تكون المشكلات والمواجهات التي قد تتعرض لها. واعلم أن الحياة ليست إلا ممراً فقط إلى الآخرة. هذا الممر هو عمرك فاستمتع به وتقبل الأمر الواقع وتعامل معه بل واستغله لصالحك ولكن بما يمليه عليك قرارك وبما ترضاه وترتضيه نفسك.. فلا تجعل الحياة تقرر لك مصيرك وتجد نفسك عرضة للسرطان الذي أصبح يحبس سريرتك فلا تجد مخرجاً ولا طوقاً للنجاة.

واختتم بقول الله تعالى {لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، خلقنا لنعمل ونشقى فنجني ثمار ما عملناه ولنتمتع بحصاد ما جنيناه. وما هذه الدنيا إلا لهو ولعب كما قال عز جلاله {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُون}.