ليونيل ميسي البرغوث الأرجنتيني البالغ من العمر 33 عاما، النجم الأسطوري قائد كتيبة التانغو والنادي الكتالوني، صاحب الإنجازات العريقة والبطولات التي لن تتكرر، والذي يكسر جميع الأرقام القياسية التي قام بها أساطير كرة القدم التاريخيين.

شهدت الآونة الأخيرة أزمة كبيرة بين النجم الأرجنتيني وإدارة النادي الكتالوني بقيادة جوسيب ماريا بارتوميو رئيس الفريق، وقد تفاقمت تلك الأزمة مع رغبة اللاعب النهائية في الرحيل عن الفريق، مع تشدد إدارة برشلونة على أنه لن يرحل إلا بعد نهاية عقده في الموسم المقبل، وقد أدى ذلك النزاع إلى أزمة كبيرة أثارت الجدل في عالم كرة القدم، وبين محبي ومتابعي الساحرة المستديرة في كل أنحاء العالم.

ترى أغلب الصحف العالمية أن أزمة ميسي هي نتاج لما شهده اللاعب منذ عدة سنوات، وليس نتيجة خروج الفريق من بطولة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم بالهزيمة الثمانية الشهيرة، ولكن تعود جذور تلك الأزمة إلى عدة سنوات.

التفاصيل كانت كثيرة للغاية، والتصريحات المتبادلة من كافة الأطراف سواء ميسي أو رئيس نادي برشلونة، وكذلك المحللين الرياضيين والنقاد، والأندية المهتمة بخطف البرغوث الأرجنتيني، رصدها موقع wts kora من البداية إلى النهاية، حيث انتهت من حيث بدأت، وبقى ميسي بين صفوف الكتالوني ووسط محبيه وعشاقه، صحيح أنه قد فقد جزءا من شعبيته بين جمهور الفريق، لكن لمساته الإبداعية كفيلة بأن يستعيد تلك الشعبية والثقة في وقت وجيز.

تفاصيل الأزمة

بدأت أزمة ميسي منذ عدة سنوات، اقترح رئيس النادي الكتالوني بارتوميو خلال اجتماعه مع مجلس الإدارة إمكانية بيع البرغوث الأرجنتيني، حيث يرى بارتوميو أن راتب ميسي كبير ويكلف الإدارة حوالي 8.5 ملايين يورو شهريا، وهو ما يحمل النادي عبئا كبيرا بسبب لاعب واحد، وهو الأمر الذي أدى لغضب ميسي.

من هنا بدأت الشرارة وسرعان ما طارت بسرعة البرق إلى الصحف والمواقع الرياضية والإخبارية العالمية، لتصبح أخبار برشلونة تريندا يوميا يستحق المتابعة رغم خروجه من دوري الأبطال وقلة انتصاراته في الفترة الأخيرة.

بالرغم من ذلك إلا أن تلك المشكلة لم تكن سببا لحدوث خلاف بين الأرجنتيني وإدارة الفريق، حيث يرى جميع المحللين أن بداية تلك الأزمة كانت في موسم 2017 والتي بدأت بتفريط الإدارة في زميله نيمار دا سيلفا الذي انتقل إلى نادي باريس سان جيرمان، وهو الأمر الذي أدى لغضب ميسي بشكل كبير، وتفاقمت تلك الأزمة مع فشل الإدارة في التعاقد مع لاعبين قادرين على صنع الفارق مع الفريق الكتالوني، حيث تعاقدت الإدارة مع اللاعب عثمان ديمبلي ومع كل من البرازيلي فيليبي كوتينيو والفرنسي أنطوان جريزمان، بالرغم من قيمة اللاعبين إلا أنهم لم يقدموا الدور المطلوب.

كما أن أزمة النتائج التي شهدها النجم الأسطوري في ظل تخاذل لاعبي الفريق، بجانب المدربين المغمورين الذين تولوا تدريب النادي مثل الأخير كيكي سيتين أدت إلى إصرار اللاعب على الرحيل من النادي.

ويرى ميسي في الوقت الراهن أنه يحق له الانتقال الحر لأي فريق مجانا، بسبب البند الموجود بالعقد والذي يمنحه حق فسخ العقد من طرف واحد عقب انتهاء الموسم، لكن بارتوميو يرى أن هذا البند قد انتهى منذ شهر يونيو الماضي الذي من المفترض أن ينتهي به الموسم الطبيعي، إلا أن محامي اللاعب الأرجنتيني يرى أن هذا البند ما زال مفعلا بسبب أن هذا الموسم الاستثنائى قد انتهى مؤخرا هذا الموسم بسبب أزمة الكورونا.

كما كشف بعض التقارير في الفترة الأخيرة أن بند الشرط الجزائي بقيمة 700 مليون يورو لم يعد مفعلا في عقد اللاعب، حيث إنه يمتد لثلاث سنوات من مدة العقد، وبما أن هذا العقد منذ عام 2017 فإن قدرة اللاعب على فسخ العقد مجانا متاحة، وأن أزمة انتقاله للسيتي هي مسألة وقت.

البقاء مع برشلونة

كشف النجم الأرجنتيني خلال لقائه العالمي مع صحيفة الجول يوم الجمعة الماضي عن للتفاصيل التي دفعته للبقاء مع البلوجرانا هذا الموسم، حيث ذكر ميسي أنه باق مع فريقه الإسباني هذا الموسم بالرغم من أن الثقة بينه وبين رئيس النادي قد انعدمت، حيث قال الأرجنتيني إنه أخبر بارتوميو رئيس النادي طوال الموسم عن رغبته في الرحيل، وبالرغم من وعود بارتوميو له بأن هذا الأمر سيكون سهلا بانتهاء الموسم، إلا أنه لم يسمح للأرجنتيني بالمغادرة في النهاية.

تاريخ طويل

أعلن ميسي خلال لقائه الصحفي أن السبب الرئيسي لاستمراره مع النادي الكتالوني هو الشرط الجزائي الكبير الذي يقدر بحوالي 700 مليون يورو، والذي يصعب على أي نادي آخر دفعه من أجل ضم البرغوث الأرجنتيني، وأن الحل الوحيد لكي تتم عملية انتقاله هذا الموسم بدون دفع الشرط الجزائي هو الوقوف أمام النادي في المحكمة، وصرح قائد منتخب التانغو أنه أحد مشجعي الفريق ومحبيه، وأنه لا يقدر على نسيان تاريخه الطويل في الفريق والوقوف ضده أمام المحكمة من أجل الانتقال.

وقال اللاعب إن «هناك بعض الأسباب الأخرى التي دفعته للبقاء للموسم المقبل، وأحد تلك الأسباب هي ابن ميسي الأكبر تياغو، والذي صرخ من البكاء عندما علم أن عليه المغادرة وترك زملائه بالمدرسة، وهو من الأمور الهامة التي أنصت إليها ميسي قبل اتخاذ قرار الرحيل بشكل نهائي».

أمل

يرى البعض أن مشوار ميسي قد يستكمل في أرض الكامب نو، حيث إن تصريح ميسي قد يجعل الجماهير لا ترشح بارتوميو في انتخابات رئيس النادي التي ستقام بعد ستة أشهر، بجانب مشروع المدرب الجديد كومان الذي يراه اللاعب بادرة أمل في تحسن أوضاع الفريق، وهي تعد من أبرز الأسباب التي دفعت اللاعب لمغادرة البلوجرانا، وهي انعدام الثقة بينه وبين إدارة النادي وعدم وجود مشروع أو رؤية واضحة للمستقبل، وهي الأمور التي تأخذ طريقها نحو الانفراج في خلال الموسم المقبل.