رفضت الجالية الفلسطينية في الإمارات دعوات التحريض والإساءة التي أطلقها الأمين العام لمنظمة الصاعقة معين حامد، خلال اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، والتي طالب فيها أكثر من 400 ألف فلسطيني مقيمين في الإمارات بالتمرد على البلد الذي استضافهم، وإثارة البلبلة لمنع الدول الأخرى من اللحاق بها.

وذكّرت محاولة حامد التحريضية، بمحاولات تدخل فلسطيني في عدد من دول الجوار نجم عنها كوارث دموية وتبعات سياسية واجتماعية كثيرة، فمن أحداث أيلول الأسود في الأردن، إلى المساهمة بشكل رئيس في إشعال فتيل الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت نحو 16 عاما، إلى الوقوف مع غزو بلد عربي لآخر عربي كما حدث حين غزا صدام حسين الكويت، توالى التدخل الفلسطيني الذي مارسته قيادات فلسطينية وأساءت من خلاله إلى دول احتضنت الفلسطينيين ومنحهتم كثيرا من الحقوق والامتيازات.

أيلول الأسود

في أيلول /سبتمبر 1970 نشب صراع في الأردن بين القوات المسلحة الأردنية بقيادة الملك حسين، ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات.

وكان المقاتلون الفلسطينيون (الفدائيون) نقلوا قواعدهم إلى الأردن عقب خسارة الضفة الغربية، وهناك خاضوا إلى جانب الأردنيين عام 1968 معركة الكرامة، وهي بلدة أردنية على الحدود مع الضفة الغربية، وحققوا الانتصار فيها فزاد الدعم العربي لهم، ونمت قوة منظمة التحرير في الأردن، وبحلول عام 1970، بدأت علنا المطالبة بالإطاحة بالملكية الهاشمية، وتحولت إلى دولة داخل الدولة متجاهلة القوانين واللوائح المحلية، وحاولت اغتيال الملك حسين مرتين، مما أدى إلى مواجهات عنيفة بينها وبين الجيش الأردني في يونيو 1970.

وزاد الطين بلة أن منظمة التحرير في الأردن اختطفت 3 طائرات مدنية كانت قد أقلعت من فرانكفورت (ألمانيا) وزيورخ (سويسرا) وأمستردام (هولندا) متجهة إلى نيويورك، حيث حوّل الخاطفون اتجاه طائرتين منها إلى الأردن وأجبروهما على الهبوط في مهبط دوسون (قيعان خنا)، وهو مطار بعيد في منطقة الأزرق الصحراوية شمال شرق الأردن، فيما حوّلت وجهة الطائرة الثالثة إلى القاهرة حيث عمد الخاطفون إلى تفجيرها. بعد مرور 3 أيام على الحادثة خُطفت طائرة مدنية أخرى إلى المهبط ذاته في الأردن، وأخذوا مواطنين أجانب كرهائن، وقاموا في وقت لاحق بنسف الطائرات أمام الصحافة الدولية، مما أضطر الملك حسين لمواجهتها في النهاية.

تدخلت الدول العربية لوقف القتال الذي كان الملك حسين يقترب من حسمه، وفي 13 أكتوبر وقع اتفاق مع عرفات لتنظيم وجود الفدائيين، واستسلم نحو 2000 منهم، وسمح لهم الأردن بالتوجه إلى لبنان عبر سورية، وبعدها أصبحوا أحد الأطراف المحاربة في الحرب الأهلية اللبنانية.

أسس الفلسطينيون خلال الصراع مع الملك حسين في الأردن منظمة أيلول الأسود لتنفيذ عمليات انتقامية، واغتالت رئيس الوزراء الأردني وصفي التل عام 1971، ونفذت عملية ميونيخ (قتل الفريق الإسرائيلي المشارك في أولمبياد ميونيخ 1972).

حرب أهلية في لبنان

طُردت الفصائل الفلسطينية من الأردن إلى لبنان، وفيه اشتعلت الحرب من جديد، بعدما أسس ياسر عرفات ما سمّي بـ»جمهورية الفكهاني» وهي منطقة خاضعة للسيطرة الكاملة للمنظمات الفلسطينية داخل بيروت.

اعتبرت الحرب الأهلية اللبنانية (16 عاما و7 أشهر من 13 أبريل 1975 حتى 13 أكتوبر 1990) واحدة من أهم الحروب الأهلية في تاريخ الشرق الأوسط الحديث لكثرة اللاعبين فيها.

كان نفوذ الفلسطينيين المدعومين من سورية يزداد في لبنان، وسيطرت منظمة التحرير على الجنوب اللبناني، واشتعلت شرارة الحرب عند محاولة فاشلة لاغتيال الزعيم الماروني بيار الجميّل قام بها مسلّحون فلسطينيون وأدت لمقتل مرافقه «جوزيف أبو عاصي»، ورداً على هذه الحادثة حصلت حادثة عين الرمانة التي هوجمت فيها إحدى الحافلات المدنية وكان يتواجد فيها ركاب فلسطينيون مما أدى إلى مصرع 27 شخصا.

قبل ذلك، وفي عام 1969 اقتتل الجيش اللبناني مع المسلحين الفلسطينيين، وأدى الأمر لمنح الفلسطينيين حق امتلاك السلاح على الأرض اللبنانية، كما سيطروا على بعض أجزاء من أرض الجنوب اللبناني (فتح لاند)، ما أدى لمظاهرات كثيرة في لبنان، ولمناوشات كثيرة بين المسيحيين والفلسطينيين.

إعدامات وحصار

في أغسطس 1976 حاصر الفلسطينيون مدينة جزين عدة أيام، ودخل 1000 من ميليشياتهم المدينة وأعدموا 200 مدني واغتصبوا عشرات المسيحيات، لكن التدخل السوري ومحاصرة الجيش السوري للمدينة وقصفها أدى لتراجع الفلسطينيين، وإبادة من تبقى منهم، وقتل العشرات من المدنيين عشوائياً.

لم يكتف الفلسطينيون بمحاصرة مدن لبنان، بل اتخذوا لبنان منطلقا لعملياتهم ضد إسرائيل ما أدى إلى غزو هذه الأخيرة للبنان في 14 مارس 1978، واجتاحته حتى نهر الليطاني، مسيطرة على %10 من جنوب البلاد.

وفي 17 يوليو 1981، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مبنى مكونا من عدة طوابق كان يضم مكاتب لمنظمة التحرير الفلسطينية، وقتلت نحو 300 شخص وأصابت 800 آخرين، كما استمرت المحاولات الإسرائيلية لطرد منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، والقضاء على البنية التحتية العسكرية لها. وفي 3 يونيو عام 1982 حاولت منظمة أبو نضال الفلسطينية اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن، فاتخذت إسرائيل الأمر ذريعة لاجتياح لبنان.

في 6 يونيو 1982 بدأت إسرائيل غزو لبنان من حدودها الجنوبية، واستولت في غضون أيام على مدن الجنوب الهامة مثل صور وصيدا، ووصلت بيروت الشرقية، وحاصرت العاصمة 7 أسابيع قطعت خلالها إسرائيل الكهرباء وإمدادات الماء والطعام عن المدينة، وقتلت آلاف المدنيين، وانتهى الأمر بهدنة تقتضي خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان وانسحاب إسرائيل.

الكويت

لم يقف التدخل الفلسطيني عند حدود دول الجوار، بل امتد بعيدا، نحو الكويت التي كانت تضم نحو 400 ألف فلسطيني قبل حرب الخليج الثانية 1991، غادرها نصفهم خلال الغزو العراقي لها، خشية من الاضطهاد ونقص الغذاء وصعوبات الرعاية الطبية والنقص المالي والخوف من الاعتقال وسوء المعاملة عند الحواجز من قبل العراقيين.

كان رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات قد أعلن اصطفافه مع صدام حسين في غزوه للكويت في أول حرب يشنها بلد عربي ضد بلد عربي شقيق. دأبت الكويت قبل ذلك التاريخ على احتضان الفلسطينيين ودعمهم بالمال والمواقف لكن ذلك لم يمنع عرفات من اتخاذ خطوته الحمقاء.

تدخلات فلسطينية في الدول العربية

الأردن

تأسيس ما يشبه الدولة داخل الدولة

محاولة إنهاء الملكية الهاشمية

محاولتان لاغتيال الملك حسين

قصف إسرائيل من داخل الأردن

لبنان

تأسيس ما سمي بـ»جمهورية الفكهاني».

الاستيلاء على أراضٍ لبنانية

الحصول على حق التسلح في لبنان

ضرب إسرائيل من داخل لبنان

محاصرة مدن لبنانية

الكويت

تأييد غزو صدام