كشف عقاريون عن ارتفاع حجم الصفقات الاستثمارية بنسبة 60% خلال شهر رمضان الكريم مقارنة بالشهر الماضي في المدن الصغرى التي تقع جغرافيا بقرب المدن الرئيسية في المملكة، موضحين في حديثهم إلى "الوطن" أن الأسعار قفزت بنسبة 40% مع ارتفاع حجم الطلب.

وأشار هؤلاء إلى أن مشاريع الخدمات التي تنفذ منذ عامين ساهمت في تحويل الاستثمارات إلى المدن الصغيرة على حساب المدن الكبرى.

وقال عضو اللجنة العقارية بالمنطقة الشرقية عبدالهادي الحصان إن السوق العقارية خالفت التوقعات تماماً التي كانت تشير إلى أن شهر رمضان قد يشهد ركوداً حاداً كما يُعرف، لافتاً إلى أن أغلب الصفقات سجلت في المدن الصغيرة والضواحي بشكل مركز لعدة اعتبارات منها انخفاض سعر الأرض مقارنة بسعرها داخل المدن بالإضافة إلى اكتمال توفر الخدمات أو على الأقل وصولها السفلتة والإنارة، يأتي ذلك عقب مستويات الإنفاق القياسية على مشاريع التنمية منذ 4 سنوات.

وعن المناطق التي تشهد ارتفاعات في مستويات الطلب قال الحصان هناك طلب عال في بقية مدن المنطقة الشرقية على حساب الدمام والخبر مثل أبومعن وصفوى وعنك وأم الساهك وغيرها.

وأكد الحصان أن الوضع ذاته ينطبق على المنطقة الوسطى، وقال "العقارات في ضرماء وحريملاء تشهد مستويات قياسية في الطلب بعد اكتمال الخدمات فيها ولقربها من العاصمة في الوقت نفسه".

وأشار الحصان إلى وجود انخفاض واضح في مستويات الطلب على المدن الرئيسة بسبب تضخم أسعار عقاراتها، موضحا أنه المدن الصغيرة تسعى لتغطية الطلب خلال هذه الفترة.

وشدد الحصان على أن الصفقات التي سجلتها المكاتب العقارية في المدن الصغيرة التي تقع على مقربة من المدن الرئيسة تعد الأعلى في تاريخها، بسبب كثافة الإقبال ورغبة المئات من المستهلكين في تملك الأراضي بالقرب من المدن الرئيسة.

من جانبه قال المستثمر العقاري في مدينة ضرماء حسين القحطاني إن مستوى الإقبال يعد طبيعياً بسبب وصول الخدمات إلى أحياء كثير من المدن الصغيرة خلال السنوات الأخيرة، مضيفا "يأتي ذلك فضلاً عن ارتفاع الأسعار داخل المدن الكبرى مما يعني أنها أصبحت عقبة أمام المستثمرين، فبالتالي تحركت التوجهات العقارية نحو المدن الصغيرة".

وتوقع القحطاني ان تشهد المدن الصغيرة نشاطاً متواصلاً خلال السنوات الـ 10 المقبلة، موضحا أنه سيتركز هذا النشاط في حركة بيع وشراء الأراضي أو البناء والتشييد لاكتمال أغلب الخدمات.

وأكد القحطاني أن ارتفاع أسعار عقارات مدينة ضرماء يعود لارتفاع حجم الطلب، خصوصا أنها كانت جامدة لمدة تزيد على 30 عاماً لم تتغير إلا في نطاق ضيق جداً، مشيراً إلى أن مستوى المبيعات ارتفع خلال هذا الشهر بنحو 60% عن الشهر الماضي في عموم المنطقة.

وفي السياق ذاته قال مدير مكتب عقاري في أبو معن محمد الخالدي إن الأسعار سجلت قفزة تزيد بنحو 40% خلال الشهرين الماضيين بسبب الإقبال الكثيف من المستهلكين على أراضي المدينة، مشيراً إلى أن ارتفاع الأسعار في داخل الدمام والخبر والرياض وجدة وغيرها دفع بالمستثمرين نحو المدن الأصغر والأقرب.

واعتبر الخالدي هذه الخطوة الجديدة توجهاً طبيعياً وخياراً أمثل للمستثمرين على المدى البعيد، مضيفا "أن الدعم الكبير الذي قدمته الدولة للمشاريع خلال السنوات الخمس الأخيرة دفع بتلك العقارات النائمة إلى تسجيل مستويات قياسية لاستفادتها من مشاريع السفلتة والإنارة والكهرباء والصرف الصحي وغيره".

وتوقع الخالدي أن تشهد الأراضي في المدن الصغيرة إقبالاً مستمراً طوال السنوات المقبلة، مرجعا ذلك إلى أن اسعارها ما زالت في متناول أكثر الطبقات.