على الرغم من نشأته خارج المملكة ودراسته في بريطانيا، استطاع الطفل أحمد آل مشرف نقل تراث منطقة نجران وتاريخها وعاداتها عبر مقاطع الفيديو والتي يتحدث فيها بعدة لغات، محاولا التعريف بكل ما يختص بالمنطقة، داعيا الجميع لزيارتها والتعرف عليها، وساهم طرحه العفوي والتحدث باللغة الإنجليزية والتصوير بالزي التقليدي، من الحصول على تفاعل الشارع السعودي والأجنبي عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

مقاطع عفوية

لفت أحمد مانع آل مشرف (16 عاما) الانتباه له بشكل واسع ليس على المستوى المحلي بل والخارجي نظرا لما يقدمه من محتوى عبر مقاطعه العفوية التي يوثق من خلالها عن منطقته نجران عن أصالتها وتاريخها وثقافتها وتراثها ومبانيها ومزارعها، ويحاكي بها أقرانه ومن هم أكبر وأصغر منه وذلك باللهجة الإنجليزية والبريطانية.

وتعلق أحمد كثيرا بمنطقته رغم أنه نشأ خارج المملكة وبالتحديد في بريطانيا ودرس بها منذ الصف الثاني الابتدائي وبالتحديد عام 2009 حتى العام الحالي 2020 إلا أن علاقته بنجران فاقت أقرانه، حيث تعلق بلباس أهلها وعاداتهم وأصالتهم، مما جعله يقرر أن يصل بكل تلك الأشياء التي تعلق بها إلى كل من لا يعرف نجران داخل وخارج المملكة وبالتحديد الدول الأوروبية ودول الأمريكتين والشرق الآسيوية والأجنبية.

استقبال الأمير

بعد انتشار تلك المقاطع للطفل أحمد آل مشرف، وصلت لأمير منطقة نجران، الأمير جلوي بن عبدالعزيز، والذي أعجب بكل ما يقدمه، حيث استقبل الأمير آل مشرف بمكتبه بإمارة منطقة نجران وتحدث معه وأبدى إعجابه بما يقدمه ودعمه وحفزه لمواصلة ما بدأه، كما كلفه باستقبال السياح غير العرب ليصبح منسقا ومسؤولا خلال مهرجان الجنادرية ومن ثم كرمه نظير جهوده الذاتية.

بداية الفكرة

كانت تستهوي أحمد هواية التصوير منذ صغره وعند حلول الإجازة وقضائها بنجران تستهويه زيارة المنطقة التاريخية للتوثيق بكاميرا جواله، ومن ضمن المواقع التي كانت تستهوي أحمد قصر الإمارة التاريخي. والتي كان يقول عنها لم أعش في مثل تلك المباني الطينية التي كان يسكنها أسلافنا، ولكن بالنسبة لي مثل تلك القصور التاريخية تُخفي خلف جدرانها وطرازها العمراني والمعماري الكثير من القصص والعِبر والتحديات. تلك المعالم التاريخية بالنسبة لي هي ليست مجرد بيوت مبنية من الطين بل وسيلة نسافر بها عبر الزمن للتعرف على حياة الأسلاف وكيف استجابوا للتحديات التي كانت تواجههم آنذاك، فهكذا تُبنى الحضارات.

تجسير العلاقة

تحدث أحمد حول كل ما يقدمه وقال: بداية أشكر الأمير جلوي بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران على اللفتة الأبوية من لدنه. وتكريمه لي هو تكريم لكل السعوديين وبحول الله سوف يكون محفزا لبذل المزيد.

فيما قال والد أحمد الدكتور مانع آل مشرف سيكون مشروعا وطنيا قادما لتجسير العلاقة مع الآخر وفتح نافذة نطل بها على العالم. كل الإمكانات متاحة لأحمد لتقديم المزيد. أقول لابني أحمد: الوطن يستحق المزيد والرحلة رقم 2030 والمتجهة للمستقبل لن تكون إلا للحالمين.

توجيهات الأمير بعد استقبال أحمد:

• تشكيل لجنة منبثقة من مجلس التنمية السياحية لرعاية الشباب الهواة في مجال السياحة والثقافة

• تسمية آل مشرف منسقا مسؤولا عن استقبال الوفود غير العربية ببيت نجران بالجنادرية

• الترتيب لعمله في متحف نجران عقب افتتاحه