شكل ملعب إعداد القادة الذي احتضن تجربة فريقي الهلال والرائد الكرويين أول من أمس صدمة كروية لمدربي الفريقين ومسؤولي الناديين بعد أن جرى اللقاء فاقداً لأهم أركانه القانونية الهامة، وذلك بغياب خطوطه التي تشكل أهمية فنية للمدربين لتنفيذ متطلباتهما الفنية.
وأصيب الطرفان بالذهول لافتقاد الملعب أهم جزئية قانونية خلاف انعدام غرف تبديل الملابس والمدرجات الجماهيرية، بعد أن وضعت مدرجات من صفيح لايمكن الجلوس عليها لارتفاعها ولأنها تشكل خطراً كبيراً على الجالسين فيها.
وكان نادي الهلال وعبر إدارة علاقاته العامة (الغصن والطلاسي) قد اضطر لاستئجار 50 كرسياً وتأمينها للحضور من مسؤولي الناديين ووسائل الإعلام المختلفة بعد أن جرى اللقاء بعيداً عن الجماهير لعدم وجود مدرجات تتسع لحضورهم الذي كان يصل في مثل هذه اللقاءات إلى نحو 1500 متفرج على أقل تقدير.
ولم يتوقف الإهمال عند هذه النقطة بل إن جهاز العلاقات العامة بنادي الهلال اكتشفت خلال تفقده للملعب قبل بدء اللقاء بساعات عدم وجود شباك للمرميين، ما اضطر النادي إلى تأمين ذلك قبل بدء المواجهة التي تأخرت عن بدايتها بنحو 5 دقائق، وأدارها بشكل جيد الحكم بدر العنزي الذي حضر بكامل الطاقم التحكيمي دون ساعة الحكم الرابع التي تبين أرقام قمصان اللاعبين المراد تغييرهم، وتحدد الوقت بدل الضائع. وأكد العنزي لـ"الوطن" أن "المباراة أقيمت باتفاق الطرفين (الهلال والرائد) ولم يسجل أي منهما نقطة اعتراض، واستطعنا أن نقودها إلى بر الأمان بعدما استعنا بالأقماع التدريبية للفريقين لتحديد الخطوط الرئيسة للملعب كتحديد منتصفه وبداية خط الـ18 وخطوط التماس".
في المقابل تبرأ مدير مكتب الرئاسة العام لرعاية الشباب في الرياض عبدالرحمن المسعد من فقدان ملعب إعداد القادة لأهم وحداته القانونية، وقال لـ"الوطن" "مسؤوليتنا انتهت في تأمين رجال الأمن ورجال الهلال الأحمر السعودي، أما تجهيزات الملعب ومتابعة نواقصه فهي من اختصاص معهد إعداد القادة، وليست مسؤولية المكتب".
وأضاف "كان الهلال يرغب في أن تقام المباراة على ملعب الأمير فيصل بن فهد إلا أن إشغاله في تجهيزات احتفالات العاصمة الرياض بعيد الفطر المبارك حال دون ذلك".
وتابع "حاولنا إقناع الشركة العاملة بتأجيل العمل لحين انتهاء المباراة، إلا أنهم اعتذروا لوجود معدات تقوم بتجهيز الملعب والتهيئة للاحتفالات".
وأمام هذه المعوقات وغياب قانونية ملعب إعداد القادة الذي أجبر لاعبي الرائد على العودة إلى مقر إقامتهم بأحد فنادق العاصمة للاستحمام، وبعض لاعبي الهلال عادوا لمنازلهم بنفس الطريقة لفقدان الملعب لأهم وحداته المساندة، فإن التجربة الكروية التي انتهت بالتعادل دون أهداف ظهرت بمستوى مقبول من كلا الطرفين.
وشهدت المباراة أول مشاركة لمحترف الهلال الكاميروني أكيلي إيمانا في منطقة محور الارتكاز في الشوط الأول، وبدأ بدوي صرخة غضب من مدرب الهلال، الألماني توماس دول في وجه اللاعب في الدقائق الأولى بعد أن فشل في تمرير كرته في منطقة المحور، وبعدها دخل بشكل عنيف كاد يصيب لاعباً رائدياً نجح في تفادي الأمر.
وفي الحصة الثانية تبدل وجه توماس دول بعد أن وضع إيمانا في الأمام، وشهد هذا الشوط استحواذاً هلالياً جيداً قدم إيمانا خلاله مستوى مقنعاً وسط ترقب مدير أعماله الذي تابع اللقاء من مدرجات الصفيح، بعد أن وضح امتعاضه (الكامن) في الشوط الأول من وضع إيمانا في منطقة المحور.