نحو 2200 قتيل سقطوا في سورية خلال حملات القمع الدامية التي شنتها قوات الأمن ضد المحتجين منذ انطلاق الاحتجاجات منتصف مارس الماضي. ومن بين أولئك الضحايا لقي 360 شخصا حتفهم منذ غرة رمضان وحتى "جمعة الصبر والثبات" أمس، وذلك وفقا لحصيلة أعلنتها منظمة للأمم المتحدة أمس.

ولا يزال نظام الرئيس بشار الأسد يصعد من توجهاته العسكرية ضد المحتجين في مختلف المدن والبلدات السورية، على الرغم من النداءات المتكررة للمجتمع الدولي بضـرورة الوقـف الفوري للعنف ضد المدنيين.

ورأى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس أن الحل الأمني في سورية "فشل"، وقال بعد لقاء مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد "الجميع يعرف أن الحل الأمني أثبت فشله ولا يبدو أن الشعب السوري سيتراجع عن مطالبه بعد ما دفعه من ثمن".




أعلن ناشطون حقوقيون مقتل عشرة متظاهرين برصاص قوات الأمن السورية خلال مشاركتهم في تظاهرات في مدن سورية عدة في "جمعة الصبر والثبات" أمس. وفي غضون ذلك رأى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أن الحل الأمني في سورية "فشل". وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن "شخصين قتلا وجرح خمسة أخرون عندما أطلقت عناصر موالية للنظام النار على متظاهرين خرجوا من جامع علي بن أبي طالب في دير الزور". وأضاف أن "شاباً أصيب بجروح خطرة في قرية القورية في محافظة دير الزور إثر إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي على متظاهرين". وتابع أن "شخصاً قتل وأصيب ثلاثة أخرون عندما أطلق عناصر الأمن النار على متظاهرين خرجوا من جامع المحمدي في نوى" في ريف درعا.

وفي حمص "جرح مواطن إثر إطلاق قوات الأمن الرصاص لتفريق متظاهرين في حي باب سباع، خرجوا في تشييع جثمان شخص قتل برصاص قناصة مساء أول من أمس، بحسب المرصد الذي تحدث عن "إصابة رجل وابنته ذات الأربعة أعوام بجروح عندما أطلق عناصر من الأمن النار بشكل عشوائي في حي باب الدريب في حمص". وأشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إلى "إصابة ستة متظاهرين في إطلاق نار من مدرعات عسكرية في مدينة القصير الواقعة في ريف حمص". وفي ريف دمشق، قال المرصد إن "شاباً أصيب في مدينة داريا بجروح خطرة إثر مطاردته من قبل دورية أمنية أطلقت الرصاص على سيارته". وأضاف المرصد أن "داريا شهدت انتشاراً كثيفاً لعناصر الأمن والجيش أثناء خروج المصلين من جامع المصطفى وتمركزوا في عدة نقاط أمام الجامع وعند المداخل". وتابع أن "خمسة متظاهرين أصيبوا بينهم جريح حالته خطرة عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق مظاهرة بالقرب من مقر الأمن المركزي في دوما". وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي الذي أطلق سراحه مؤخراً بعد أن اعتقل 12 يوماً دون توجيه تهمة إليه أن "قوات الأمن فرقت تظاهرة في الكسوة ما أسفر عن إصابة متظاهر". من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية أن "مسلحين ملثمين أطلقوا النار على حاجز لقوات حفظ النظام في دير الزور ما أدى إلى إصابة ثلاثة عناصر ومقتل اثنين من المسلحين".

يأتي ذلك فيما رأى أمير قطر بعد لقاء مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن "الجميع يعرف أن الحل الأمني أثبت فشله ولا يبدو أن الشعب السوري سوف يتراجع عن مطالبه بعد ما دفعه من ثمن". وأضاف أن "الشعب السوري خرج في انتفاضة شعبية مدنية حقيقية مطالباً بالتغيير والعدالة والحرية، وحاولنا جميعاً نحن الذين وقفنا مع سورية في ظروفها الصعبة أن نشجع الإخوة في سورية على اتخاذ خطوات إصلاحية حقيقية". وتابع "نأمل أن يستنتج صناع القرار في سورية ضرورة التغيير بما يتلاءم مع تطلعات الشعب السوري وعلينا أن نساعدهم على اتخاذ مثل هذا القرار".

وفي إسطنبول أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أن تركيا ستختار الوقوف إلى جانب الشعب السوري إن كان عليها أن تختار بين الشعب ونظامه. وقال خلال برنامج تلفزيوني مباشر على شبكة "ان تي في" الإخبارية التركية "إذا كان علينا أن نختار بين الحكومة السورية والشعب، فسوف نختار الشعب لأن ما هو دائم بالنسبة لنا هو الأخوة بين الشعب السوري والشعب التركي". وأضاف "لقد اخترنا موقعنا. نحن إلى جانب الشعب السوري وسوف نواصل الوقوف إلى جانبه" في حال استمر النظام في قمع شعبه.