لا يبدو غريباً أن تمر أمام مبنى ما في إحدى مدننا، وعلى الأخص في العاصمة الرياض، فتشعر كأنك تقف في شارع بمدينة ليدز أو برمنجهام الإنجليزيتين، خصوصاً مع ظهور تصاميم عدة لمبان ليست قليلة استوحيت من العمارة الإنجليزية التقليدية، نقلها مهندسون معماريون سعوديون تأثروا بالتصاميم البريطانية، وجمعوا فيها بين التصميم التقليدي وتلبية المتطلبات العصرية.

إبراز الجمال

انتشرت أخيراً على مواقع التواصل الاجتماعي صور ساحرة لعدد من المباني التي حملت الطابع الأوروبي، وحتى الأمريكي الكلاسيكي، مجسدة أفكاراً جديدة سعى المصممون السعوديون إلى الاستفادة منها، في تقديم تصميم تقليدي الطابع من الخارج، بكل ما يتضمنه من واجهات جميلة ومساحات مناسبة.

يقول أحمد الزيندي، وهو شاب سعودي يعمل في مجال التصميم المعماري منذ 10 سنوات، ووجدت التصميمات التي وضعها أصداء إيجابية وإعجاباً واسعاً عند نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي «السفر حول العالم ألهمني كثيراً من الأفكار لتغيير النمط التقليدي للمباني في مختلف أحياء المملكة».

وأضاف «وضعت تصاميم ذات طابع بريطاني قديم في عدد من أحياء الرياض، لكني غيرت نمط استخدامها التقليدي، حيث عملت ضمن خطة ومنظور خاص في صناعة مساحات مناسبة للعوائل السعودية مع استخدام ألوان وواجهات مميزة».

وتابع «المشكلة الأكبر التي تواجهها العائلة السعودية خلال تصميم منازلها الخاصة هي الثقافة السائدة بوجود مساحات واسعة تزيد عن الحاجة، وهذا يعوقها عن الاحتفاظ بمساحات يمكن الاستفادة منها في إضفاء بعد جمالي، وهنا يأتي دورنا لإعطاء الاستشارات والنصائح في خلق مبانٍ ذات طابع جمالي تتشابه مع المنازل البريطانية والأمريكية بتفاصيلها الداخلية والخارجية الرائعة».

بيوت باريسية

في حي الروابي أحد أرقى أحياء مدينة الخبر، حاكى المصممون السعوديون في عدد من البيوت الطراز المعماري المعروف باسم «لومبارد رومانسيك»، الذي عرف في تصاميم الأبنية القديمة في المدن الفرنسية التي تعود إلى تاريخ 1720 بجدرانها السميكة، وأقواسها الزخرفية، والعمارة ذات التصميم القوطي الذي تعود نشأته إلى القرن الثالث عشر، لكن من دون أن ينسى هؤلاء المصممون وضع لمساتهم الخاصة المرتبطة بثقافتنا المحلية.

تفيد المهندسة فاطمة العلي في حديثها لـ«الوطن» بأنها منذ دخولها مجال التصميم المعماري أردت إحداث تغير شامل في نمط المباني داخل المملكة من خلال إدخال أنماط مختلفة من الطراز المعماري العالمي، وخصوصاً العمارة الفرنسية التي وجدت فيها تفاصيل جمالية تاريخية تستحق التجسيد.

وأضافت «حققت حلمي من خلال تصميم عدد من البيوت ذات المساحات المتوسطة التي تحاكي التصاميم الفرنسية الكلاسيكية».