منذ البدايات الأولى للتعليم النظامي أثبت المعلم السعودي قيمته في تأثيث مساحات الوطن المترامية بأفخم وأجلِّ المعارف، وزرْع الحب والشموخ والتطلع لغد أجمل، والحلم بوطن يعانق السماء في نفوس أبنائه وبناته، في كل صقع من هذه الأرض بامتداد فجاجها وجهاتها وجبالها وصحاريها، وعبر هذه المسيرة العظيمة الخلّاقة لم ينثن المعلم سئماً ومتبرماً من مهمته العظيمة التي كانت قلادة الشرف، ووسام الإنجاز الدائم في مسيرته الطويلة والسامية، التي جعلت هذه اللوحة من الرمال الذهبية في الجهات الأربع مدناً حديثة، وواحات للعلم وارفة، يؤمها الآلاف من أبناء وبنات هذا الوطن العظيم، الذي طالما احتفت قيادته الوفية بالمعلم في كل المناسبات، مؤكدةً أنه الركن الركين لكل خطط التنمية لجعل هذا الوطن أكثر تقدما كل يوم نحو منصات الإنجاز ومنابر التميز.

إننا ونحن نعبر هذه اللحظات مع هذه الجائحة «كورونا» نستمد العون من الله أولاً ثم من تلك الروح التي تسكن تلك القامات العظيمة للمعلمين والمعلمات السعوديين وهم يديرون العمل التعليمي بكل جدارة ومسؤولية، بما يثلج الصدر ويعطي الثقة في مجتمع التعليم الذي يسير بقيادة وزارة التعليم في استثمار كل الفرص للتقدم بفاعلية، ليبقى التعليم مواكباً لطموح وطن وإرادة قيادة، تراهن بكل ما لديها على نجاح الوطن وأبنائه لتأكيد المؤكد بشأن هذا الوطن الذي جعل غايته الريادة في كل المشتركات الإنسانية، ودعم التقدم الإنساني الذي يعتمد العلم والتعليم أداة لتحقيق ذلك في الشدة والرخاء في العسر واليسر. إن التقدير الذي يبديه المجتمع السعودي للمعلمين وهم يفتتحون العام الدراسي بكل جدارة واستحقاق، هو اعتراف واضح وحقيقي بذلك التأثير العميق لمؤسسة التعليم وبطلها الكبير «المعلم»، ذلك الذي بقي حاضرا في مواجهة كل التحديات في الماضي والحاضر، وسيكون المستقبل بمشيئة الله واعداً بقدر رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي تعتمد في مجمل خططها على جهود التعليم والمعلمين لتحقيق مستهدفاتها، لتكون بلادنا أنموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، كما أدلى بذلك قائد ورائد وطننا الكريم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعضده وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير الإنسان محمد بن سلمان، اللذان حمّلا نفسيهما وشعبهما أمانة السير الرشيد والمُلْهِم لبناء مجتمع الغد للأجيال القادمة بكل إصرار ليكون الوطن والعالم أكثر رخاء وسلاما..

ختاما نقولها شكرا لكل معلم ومعلمة انطلق بكل روح عالية ليسهم في تجاوز كل هذه التحديات، شكرا لكل من أشعل قبساً من النور في فضاء الكون ليكون العالم أكثر سلاما وحياة ومعرفة ونضجا ووعيا، وإلى اللقاء بكم وأنتم سادة كل العصور والأمكنة وفاتحة المشهد ومسك الختام.