نجح علي الوادعي من ذوي الهمم في تخطي التحديات والعقبات التي يمكن أن ترسمها هذه الإعاقة في طريقه، حيث عمل مرشدا سياحيا متطوعا لأكثر من عقدين من الزمن في قرية الحوزة بظهران الجنوب القديمة كهاو ومحب للتراث، ورحب مدير عام فرع وزارة السياحة بمنطقة عسير المهندس عبدالعزيز آل غانم، باستقطاب علي للعمل في المواقع التراثية والسياحية.

حارس القرية

لم تمنع الإعاقة علي عن حراسة الآثار والتراث، حيث يقضي جل وقته داخل أسوار القرية التي ولد وترعرع ونشأ في أحد بيوتها حتى عرف بحارس القرية، وصديق الجميع خاصة السياح، فما أن تطأ أقدامهم القرية حتى يفاجئهم علي بابتسامته الجميلة واستقباله لهم عند البوابات لأخذهم في جولة في جميع أنحاء القرية، فهو من يعرف مداخلها الثلاثة وأزقتها وشوارعها وقصورها وحصونها وبساتينها.

جولة للقرى الأثرية

أخذ علي «الوطن» في جولة داخل إحدى أقدم القرى الأثرية في جنوب شبه الجزيرة العربية والتي شهدت تعاقب العديد من الحضارات واندثار كثير من معالمها، وهي أقدم مقرات للشرطة والمستشفى والمحكمة والمدرسة ولإدارة الجمارك، حيث كانت القرية مقرا لتجمع الدوائر الحكومية.

كان حريصاً على زيارتنا لمسجد القرية القديمة وبئرها المنحوتة في الصخر، من خلال لغة الإشارة استوعبنا ما يرمي إليه من إشارته ومعرفته بتاريخ المسجد والقرية.

وكشف أحد أصدقاء علي، حامد آل عامر، أن صديقه يعد من المرشدين المتطوعين في محافظة ظهران الجنوب ويملك الكثير من المعلومات عن القرية والسوق القديم، مضيفا أنه متواجد بشكل يومي داخل القرية يعشق قصورها وحصونها وأزقتها وأصبح أيقونة الفرح والسعادة وصديق لزوار القرية والسياح.

وظيفة للجميع

أوضح آل غانم أن وظيفة المرشد السياحي متاحة للجميع من خلال تسجيل واستكمال بيانات طالب الوظيفة من خلال الموقع الإلكتروني ورحب باستقطاب ذوي الهمم كعلي الوادعي للعمل في المواقع التراثية والسياحية، وطلب تزويده بجميع البيانات الخاصة به للرفع بها للوزارة، وقال لا يمنع أن نرى نسخة طرشي في قرية رجال في قرية الحوزة بظهران الجنوب.