تكررت رؤية اللافتات الضخمة حول ملاعب كرة القدم في بولندا التي تطالب بإطلاق سراح القاتل البولندي، يانوش والوس، الداعم لتسليم الأقلية البيضاء السلطة، والمُدان بعقوبة السجن مدى الحياة في جنوب أفريقيا لقتله زعيم مناهض للفصل العنصري كريس هاني، عام 1993، وذلك بعد أن تم رفض الإفراج المشروط عنه في 16 مارس 2020.

وذكر الصحافي سيزاري لازاريويز، الذي أجرى مقابلة مع والوس لـbbc، أنه غير واضح كيف أصبح والوس رمزاً للشباب القوميين والفاشيين البولنديين، لكن قبل حوالي 10 سنوات، بدأ في تلقي رسائل من مؤيدين في بولندا، قائلاً: «لقد كتبوا إليه أنهم معجبون به لأنه حاول إيقاف الشيوعية في جنوب أفريقيا، وأنه الأمل الكبير للعرق الأبيض».

حرب عنصرية

أوضحت هيئة الإذاعة البريطانية (bbc) أن أحد تفسيرات زيادة ظهور قضية والوس هي سلسلة من قرارات محاكمة والوس أدت إلى إلغاء قرار صدر عام 2016 بالإفراج المشروط عنه، حيث عارضت أسرة هاني والنيابة العامة، هذه الخطوة حتى بعد أن جردت سلطات جنوب أفريقيا والوس من جنسيته في عام 2017.

وبينت الإذاعة أنه خشي الكثيرون من أن يؤدي مقتل هاني إلى اندلاع حرب عنصرية، حيث يأتي في مرحلة حاسمة في المحادثات لتسليم الأقلية البيضاء السلطة، وهو ما حدث في النهاية عندما أصبح نيلسون مانديلا رئيساً في العام التالي بعد أول انتخابات شاملة لجميع الأعراق في البلاد.

ويقضي والوس حكماً بالسجن مدى الحياة في C-Max في بريتوريا، وعلى الرغم من ادعاء محاميه أنه قد أعيد تأهيله بالكامل.

رمز قومي

بين لازاريويز أن هناك صوراً ومقاطع فيديو منشورة على الإنترنت تظهر بعض مشجعي كرة القدم يحملون في المدرجات أوشحة عليها علامة التصنيف StayStrongBrother# المستوحاة من أغنية مخصصة له، والتي تتضمن كلمات: «يمكن لبعض الرجال اتخاذ الخطوة التي فعلتها، للدخول في طريق المجد والنصر».

أسباب أيديولوجية

قال الدكتور رافال بانكوفسكي، من جمعية Never Again، وهي جماعة مناهضة للعنصرية: «لا يطالب المعجبون بالإفراج عن والوس لأسباب إنسانية، لكنهم يمجدون ما فعله والأيديولوجية».

ويضيف أن الأغنية التي تُغنى باللغة الإنجليزية «مثال جيد على تدويل القومية البيضاء المعاصرة».

كما قال والوس إنه كان مدفوعاً بدوافع سياسية ومُعادية للشيوعية لقتل هاني، الذي كان آنذاك أميناً عاماً للحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا، وكذلك شخصية بارزة في الجناح العسكري للمؤتمر الوطني الأفريقي. وكان الحزبان حليفين وثيقين في الحرب ضد الفصل العنصري.

حتى في الوقت الذي يطالب فيه أنصاره بالحرية في مباريات كرة القدم في بولندا، فإن ولاءهم المشترك لأيديولوجية عنصرية من شأنه أن يمنع أي فرصة للإفراج المشروط ويحبسه في السجن بقية حياته.

الإزالة لا تكفي

أشارت الإذاعة إلى أمر يعتبر الأكثر إثارة للصدمة، وهو أن مجموعة البضائع التي تدعم والوس وتحتفي به باعتباره «سجيناً سياسياً» قد بيعت على موقع سوق إلكتروني مملوك لجنوب أفريقيا.

وهناك أوشحة وتيشيرتات وملصقات تحمل اسم وصورة يانوش والوس معروضة للبيع على موقع OLX البولندي.

وتعود ملكية OLX لشركة الاستثمار التكنولوجي Prosus، وهي شركة تابعة لعملاق التكنولوجيا العالمي في جنوب أفريقيا Naspers.

وقد أفادت جمعية Never Again عن بيع سلع Walus وغيرها من العناصر «العنصرية» إلى OLX.

وقال الدكتور بانكوفسكي: «يحظر القانون البولندي الترويج للفاشية أو الكراهية العنصرية، لكن تطبيق القانون ضعيف بشكل ملحوظ».

وفي تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية، قالت شركة Naspers إن «العناصر اليمينية في بولندا انتهكت شروط استخدام منصة OLX Poland».

من هو كريس هاني؟

- زعيم الحزب الشيوعي الجنوب أفريقي

- رئيس أركان uMkhonto we Sizwe، الجناح العسكري للمؤتمر الوطني الأفريقي (ANC)، المتحالف مع SACP

- شن هجمات ضد حكومة الفصل العنصري

- ينظر إليه كخليفة محتمل لنيلسون مانديلا

- اغتيل في 10 أبريل 1993

من هو يانوش والوس؟

- مهاجر من بولندا حصل على الجنسية الجنوب أفريقية

- يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة في سجن شديد الحراسة في بريتوريا

- تم سحب جنسيته الجنوب أفريقية عام 2017

- ولد في زاكوباني في بولندا التي كانت تحكم الشيوعية

- هاجر في عام 1981 إلى جنوب أفريقيا لينضم إلى والده وشقيقه

- انضم إلى كل من الحزب الوطني وAfrikaner Weerstandsbeweging

- انخرط في السياسة اليمينية المتطرفة التي تدعم نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا