رحب وزير الدولة للشؤون الخارجية بسلطنة عمان رئيس الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية يوسف بن علوي بعودة ليبيا للجامعة العربية، مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة أن يعمل العرب على التغلب على الأزمة الخطيرة التي تشهدها سورية.

وأعرب بن علوي في كلمته التي ألقاها أمام الاجتماع مساء أمس (السبت 2011/08/27) عن تطلعه أن تعود ليبيا لمكانتها في الجامعة العربية ومنظماتها المتخصصة وأن يحقق الشعب الليبي كل مايصبو له إليه من تقدم ورخاء.

وقال إن سورية تمر بظروف قاسية وتطورات خطرية مما يتطلب التشاور والتعاون حول ما يمكن تقديمه للأشقاء في سورية بما يمكنهم من التغلب على هذه الأزمة والخروج منها على قاعدة التفاهم لما يحقق لسورية الحرية والعدالة والاستقرار.

ورحب يوسف بن علوي بالأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي ووزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في أول اجتماع وزاري عربي لهم، معربا عن تطلعه أن يسهم في وضع برنامج عمل عربي مشترك على أسس فعالة.

من جهته رحب الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي في كلمته التي ألقاها أمام الاجتماع اليوم بالوفد الليبي برئاسة محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي، معربا عن سعادته باستعادة ليبيا لمقعدها وعودتها لتساهم في العمل العربي.

وقال إن المنطقة العربية تشهد ثورات ومظاهرات تطالب بالإصلاحات والتغييرات الجذرية، لافتا إلى أن هذه الثورات ليست من الصدف العابرة بل هي نتائج إرهاصات أملتها طبيعة التطور وهي مطالب مشروعة يرفع لواءها الشباب العربي المواكب لعصره.

وأكد الدكتور العربي ضرورة التجاوب مع هذه المطالب دون تأخير، وقال إن لأحداث أثبتت عدم جدوى استعمال العنف بل يجب التجاوب مع هذه المطالب وأن هذه الطريقة تؤمن البلاد العربية ضد التدخلات الأجنبية.

وقال لقد اطلعت على عدد من الوثائق العربية التي لو التزمت بها الدول الأعضاء لكان الأمر مختلفا مثل وثيقة التطوير والتحديث التي صدرت عن قمة تونس 2004 والميثاق العربي لحقوق الإنسان وهي وثائق تعزيز الديمقراطية وإطلاق الحريات واستقلال القضاء، مشددا على الالتزام بهذه الأسس هو الذي يوفر الأمن للدول العربية.

وأوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أن الجامعة العربية تتعرض لضغط متزايد من الرأي العام العربي فيما يتعلق بهذه التطورات وهي تحتاج إلى مواكبتها، وقال إنه سيتقدم للمجلس في دورته القادمة تصور حول هذا الموضوع ودور الجامعة العربية في المرحلة القادمة.

وأكد على متابعة جامعة لدول العربية للتطورات في ليبيا وخاصة فيما يتعلق بالجانب الإنساني، مشددا على ضرورة الإفراج عن جميع الأموال الليبية المجمدة للاستفادة منها في إعادة البناء والإعمار وبناء المؤسسات الدستورية في إطار الحفاظ على وحدة ليبيا وكذلك العمل على إطلاق مشاريع لإعادة البناء.

ونبه العربي إلى أهمية الدعم العربي لتوجه فلسطين لطلب عضوية الأمم المتحدة، مجددا الدعوة في هذا الإطار إلى الالتزام العربي بدفع الحصص المالية لدعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الضغوط الإسرائيلية.

من جانبه رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي الليبي رئيس الوفد الليبي في اجتماعا وزراء الخارجية العرب الدكتور محمود جبريل طلب في كلمته التي ألقاها أمام الاجتماع اليوم من وزراء الخارجية العرب مساعدة ليبيا في المرحلة الراهنة من خلال الإسراع بتقديم الدعم المالي والإنساني والإفراج عن الأموال الليبية المجمدة حتى يتمكن المجلس من تقديم الخدمات اللازمة للشعب الليبي، موضحا أن شرعية المجلس في المرحلة الراهنة تستمد من مدى وفائه بمستلزمات الشعب الليبي.

وقال إن المجلس الانتقالي سيطلب من الدول العربية المساعدة في ضبط وحفظ الأمن في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها الشعب الليبي إذا عجز المجلس عن توفيره، مشيدا بموقف الجامعة العربية ودولها لقرارها التاريخي في 12 مارس الماضي بفرض منطقة حظر جوى فوق ليبيا والذي أدى إلى إنقاذ الآلاف من الأبرياء الليبيين.

وأوضح جبريل أن ليبيا اليوم تقف بين فكي رحى حيث يشعر المجلس بمسؤولية كبرى مع انهيار نظام القذافي، مؤكدا أن شرعية المجلس الانتقالي تؤسس بقدرته على تقديم الخدمات للشعب الليبي.

وحذر من أن عدم الاستقرار في ليبيا قد ينشأ عنه فراغ سياسي كبير وعجز المجلس الانتقالي عن تقديم الخدمات سيفقده شرعيته، مطالبا بالضغط على الجهات الدولية التي لديها أرصدة ليبية مجمدة من أجل إرسال هذه الأموال في الوقت المطلوب.

وأكد جبريل أن المعركة الكبرى في ليبيا حاليا هي تحقيق المصالحة وتوفير الخدمات وحفظ وضبط الأمن، وقال إن الوفد الليبي يقف إجلالا وعرفانا للموقف العربي الجريء الذي اتخذ في الجامعة العربية والذي كان الخطوة الأولى التي ساهمت في حماية شعبنا من مجازر كانت ستكون وصمة عار في التاريخ العربي.

وأضاف أن موقفنا من الدول العربية الداعمة لنا أو المتحفظة علينا أو المترددة في إبداء موقفها يتراوح بين التقدير والتفهم والعذر لبعضهم، مؤكدا أن هذا اليوم بالنسبة لنا في ليبيا هو يوم نصر للشهداء والثكالى والجرحى.

وشدد جبريل على أن ليبيا الجديدة ستكون ليبيا الشقيقة التي تلتزم بالقرار العربي وبالإجماع العربي ولن تكون كما كانت في السنوات الأربعين الماضية ليبيا المشوهة التي لم يعرف لها موقف واضح إزاء قضايا أمتها، مقترحا أن يتم تنظيم ندوة للشباب العربي في الجامعة العربية للتعرف على آرائهم حتى يمكن التعامل معها وتنفيذها.

بينما اعتبر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن "استعمال العنف" ضد الانتفاضات العربية "لا يجدي"، في إشارة واضحة إلى الوضع في سورية.

وأكد العربي مفتتحا اجتماعا وزاريا غير عادي للجامعة العربية أن التجارب أثبتت "عدم جدوى المنحى الأمني واستعمال العنف" ضد "الثورات والانتفاضات والتظاهرات التي تطالب بإحداث التغييرات الجذرية في العالم العربي" والتي "هي مطالب مشروعة".

وقال دبلوماسيون عرب شاركوا في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب أنه تم الاتفاق على إيفاد لجنة وزارية الأحد إلى سورية للمطالبة بوقف العمليات العسكرية ضد المدنيين.

وأوضح الدبلوماسيون أن وزراء الخارجية العرب "توصلوا خلال الاجتماع التشاوري إلى اتفاق على إيفاد لجنة وزارية إلى سوريا لإيصال رسالة للرئيس السوري (بشار الأسد) حول الموقف العربي المطالب بوقف العمليات العسكرية" ضد المدنيين.

وأضافوا أن اللجنة ستضم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي و6 وزراء آخرين.

وبدأ مساء السبت الاجتماع الرسمي غير العادي لوزراء الخارجية العرب المخصص لبحث الموقف في سوريو وفي ليبيا.

ودعي المجلس الوطني الانتقالي لتمثيل ليبيا في هذا الاجتماع بعد توافق عربي على عودة ليبيا للمشاركة في اجتماعات الجامعة العربية التي علقت في 22 فبراير الماضي احتجاجا على العنف الذي كان نظام معمر القذافي يمارسه ضد الثوار.

وأفاد صحافي من وكالة فرانس برس أن علم الاستقلال الليبي الذي اعتمده المجلس الوطني الانتقالي وضع داخل القاعة التي يجتمع فيها الوزراء.

وتظاهر عشرات من أبناء الجاليتين السورية واليمنية أمام مقر الجامعة العربية مساء السبت مرددين شعارات تطالب برحيل الرئيسين السوري بشار الأسد واليمني علي عبد الله صالح.