حينما يكون الحوار بينك وبين آخر فحدوده بينكما، وأنتما سيدا الشكل والمضمون مهما كان. ولكن حينما تكون محاورا تلفزيونيا مثلاً؛ فلا يجوز لك أن تكون متحاملاً، ولا منحازا، بل مهنياً موضوعياً.

أقول هذا بعد ما رأيت ثلاثة أنواع من المقدمين:

الأول: الذي يعتبر انتهاكه لضيفه وإحراجه واستفزازه هو النجاح الإعلامي، دون مراعاة للموضوعية والأدب.

الثاني: الذي يعتبر تطبيله لضيفه هو الوطنية، حتى بات أحدهم «وزيرياً» أكثر من الوزير في أحد اللقاءات.

الثالث: الذي أعد المادة الحوارية بشمول واعتدال، وعرضها على الضيف دون قصد إحراجه ولا تلميعه، بل باحتراف مهني يستنطق الضيف ليخرج ما لديه بمهارة.

ويؤسفني أن تتحول البرامج الحوارية المرئية إلى مكايدات (ضد) أو تسويق (مع) دون مراعاة للمهنة والجمهور المتلقي الذي ما عاد تنطلي عليه هذه الحيل.

الذي يحترمني كمشاهد فإني أحترمه، حينما ينقل معاناتي من هذا المسؤول، أو متضرر من ذاك الآخر، وذلك لكشف الحقائق بلا تضليل، وإصلاح الخلل بلا تطبيل.

حتى إن أحد المغردين المتخصصين بالتنمية رأيته نقد 8 سنوات من عهد وزير سابق لهدف أن يطبل لوزير حالي.

فليست الشجاعة ولا الوطنية أن تنقد المدبرين بعد فوات الأوان، وإنما تنقد الحاليين ما دمنا في مرحلة الصلاحية والقدرة على التغيير، وأما إذا راح فاذكروا محاسن موتاكم، لا فرد العضلات عليهم بعد أن أشبعتموهم تصفيقاً حال ولايتهم.