تأتي الذكرى التسعون لوطني العظيم في هذا العام الاستثنائي 2020، الذي أصبح فيه العالم بأكمله بيتا واحدا، إن صح التعبير، فجائحة كورونا ألزمت معظم سكان العالم بالبقاء في منازلهم وحدت من كل مظاهر المدنية اليومية، ووحدت الحوارات والتكهنات والأبحاث وغير ذلك من المظاهر العامة مهما اختلفت العادات والتقاليد ومهما تنوعت الطرق والوسائل.

في وطني العظيم لم يكن التعامل مع هذه الجائحة عاديا أبدا، ولم يكن لأعلى مستويات الخطورة فحسب، بل إنه كان تعاملا استثنائيا على مستوى الحدث.

وقدمت القيادة الرشيدة دروسا وعبرا سيتحدث عنها التاريخ طويلا في احتواء هذه الأزمة والتعامل الإنساني والصحي والمهني والعملي والاقتصادي والاجتماعي معها، وتعدى ذلك لفعل ما يصعب على دول العالم المتقدم تقليده أو محاولة اللحاق به. لقد قال ذلك سيدي خادم الحرمين الشريفين في بداية الأزمة "سلامة الإنسان أولاً"، ولذلك وجهت القيادة جميع المقدرات والطاقات والأعمال لضمان الصحة العامة للمحافظة على صحة الإنسان، وكلمة ومعنى الإنسان في وطني تشمل المواطن والمقيم، وهذا فرق كبير أثبتت دولتنا ريادتها فيه فكل من يعيش على أرضنا يحظى باهتمام ورعاية قادتنا وينعم بخيرات وطننا. هذا كله رافقه وعي مجتمعي وتعاون غير مسبوق من خلال اتباع التعليمات الأمنية وتطبيق الإجراءات الصحية والوقائية والالتزام بكل ما يصل من الجهات المعنية، وبالمقابل لم تقف مظاهر الحياة المجتمعية في كل المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية ولم يشعر المجتمع بأي تغير في توفير احتياجاتهم ومتطلبات حياتهم اليومية. ولذلك نقولها وبصوت عال إن المملكة العربية السعودية تسيدت إدارة هذه الأزمة بشواهد حقيقية لمسها القريب والبعيد وعاشها المواطن وألفها حتى بدأت الحياة تعود لطبيعتها بشكل تدريجي.

وعلى سبيل المثال لا الحصر وفي المجال التعليمي تحديدا أقول: إنه وفي ظل تأرجح قرارات معظم دول العالم بين العودة للمدارس أو التعليم عن بعد، فقد تسيدنا الموقف وانطلقت مسيرة التعليم عن بعد من اليوم التالي لقرار تعليق الدراسة واستمر العمل الدؤوب حتى تم اعتماد منصة مدرستي لتكون أنموذجا سعوديا فريدا ومنتجا وطنيا منافسا يضمن رحلة تعلم مفيدة ومحفزة لطلابنا ويقدم خدمات تعليمية وبدائل وأدوات تحقق مستهدفات التعليم المبنية على توجهات وتطلعات القيادة الرشيدة. هنا أؤكد أننا في كل يوم وفي كل مناسبة سنحتفل بوطننا وبإنجازاته، وأننا نثق تماما أننا سنتسيد إدارة كل أزمة مهما كانت، وسيظل وطننا متفردا استثنائيا، وهيهات لمن يريد اللحاق بنا أن ينال ذلك.

@alomaryahmed