وجد علماء أمريكيون في دراسة حديثة أنه على الرغم من سلبيات فيروس كورونا الجديد إلا أنه يمتلك ميزة بطء التطور الجيني والتي تساعد في تكوين اللقاح، وفي هذا الصدد أوضح أستاذ علم البكتيريا المشارك بجامعة شقراء الدكتور محمد السقاف، أنه على الرغم من أن إنتاج اللقاحات الفيروسية يأخذ سنوات عديدة لإنتاجها، إلا أن تطوير اللقاح لم يبدأ من الصفر بل وجد من خلال الأبحاث التي تمت حول السارس والميرس العديد من الطرق التي قد تكون واعدة في إنتاج لقاح ضد الفيروس.

انخفاض التنوع الجيني

بيّن السقاف أن الدراسة المنشورة في PANS اختبرت التسلسل الوراثي للفيروس من 84 دولة والأساس الذي توصل إليه مؤلفو هذا العمل هو أن التنوع الجيني لفيروس كورونا الجديد منخفض بشكل ملحوظ، ولا ينبغي توقع إعاقة تطوير لقاح وقائي على نطاق واسع.

أهمية الاختلاف

قال السقاف إن تتبع الاختلاف الجيني في البروتين السكري السطحي لفيروس كورونا الجديد له أهمية قصوى لتحديد احتمالية فعالية اللقاح، والتنوع الجيني في البروتين السكري السطحي لفيروس كورونا المستجد (يرمز بـS) منخفض للغاية، حتى بالمقارنة مع فيروسات كورونا البشرية الأخرى، أما التنوع بين البروتينات السكرية السطحية للأنفلونزا (أ) أكبر بمقدار 437 ضعفًا من ذلك الذي تم قياسه في فيروس كورونا المستجد، ومن المؤكد أن العمر النسبي للأنفلونزا (أ) (الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر على الأقل) هو عامل رئيسي في هذا التباين. في إشارة إلى احتمالية ظهور تنوعات جينية خبيثة جديدة من فيروس كورونا المستجد مستقبلاً، الأمر الذي يتطلب مراقبة عالمية لمنابت الفيروس الحيوانية والبشرية.

شفرة الوباء

أبان السقاف أن الشفرة الوراثية للفيروس تم نشرها من قبل العلماء الصينيين بداية انتشار الوباء كمخطط كامل لبناء الفيروس الجيني، وأكد السقاف أن من أهم الجوانب في إنتاج اللقاحات هو ضمان أن يتم تطويرها لتمنح مناعة لجميع السلالات الفيروسية في سكان العالم.

الملاحظة والمتابعة

تابع السقاف كذلك يمكن القول إن حفاظ فيروس كورونا الجديد على الجينوم الخاص به من التغيرات والأخطاء الجينية وقدرته على تحمله للتنوع الجيني يجعل الفيروس تحت السيطرة عن طريق التحصين (اللقاحات) على نطاق واسع، ونظرًا لأن فيروس كورونا المستجد قد أصاب وانتشر داخل الأنظمة المناعية، فإنه لم يختبر بعد نوع الضغط المناعي، ولا تزال قدرته على التطور غير معروفة، وفقًا لذلك يجب أن نستمر في الحرص على تتبع التغيرات الجينية في فيروس كورونا المستجد لمتابعة انتشاره وتحديد التحولات بسرعة في حالة حدوثها. ومن المهم بنفس القدر، تابع السقاف، من المهم أن ندرك أن ما لاحظناه (حتى الآن) هو خاصية (بطء) للانحراف الجيني للفيروس وله جينوم مستقر للغاية.