ناقش تعليق حديث صادر عن مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية "كابسارك" التغييرات التي حدثت للاستهلاك السكني للكهرباء خلال الأربع سنوات الماضية، وتأثيرات برامج مثل إصلاح الأسعار وزيادة كفاءة الطاقة على الحد من استهلاك الكهرباء في المملكة، كاشفاً عن انخفاض استهلاك المساكن للكهرباء في السعودية بمقدار 14 تيرا واط في الساعة خلال اربع سنوات، ليصل في العام 2018 إلى 130 تيرا واط في الساعة مقابل 144 تيرا واط في الساعة خلال عام 2015.

انخفاض الدخل

حدد التعليق الذي كتبه الباحثان (محمد الدبيان، وأنور قاسم)، ثلاثة عوامل رئيسة لعبت دورًا في انخفاض استهلاك الطاقة في المملكة؛ تمثلت في إصلاح أسعار الكهرباء وبرامج تحسين كفاءة استخدام الطاقة وتناقص عدد السكان غير السعوديين، إضافة إلى انخفاض طفيف في الدخل الحقيقي، إذ استبعد تحليل تعليق المركز بأن تكون أحوال الطقس، وعدد الوحدات السكنية، وعدد الأجهزة المستخدمة قد لعبت دورًا في تراجع استهلاك الكهرباء إذ إن المملكة ما زالت تشهد ارتفاعًا خلال السنوات الأخيرة في كلٍ من درجات الحرارة وعدد الأجهزة المستخدمة وعدد المساكن وعدد السكان الإجمالي، رغم خروج بعض الوافدين بين 2017 و2018.

أشار التعليق الذي كان بعنوان "ماذا حدث للاستهلاك السكني للكهرباء في المملكة خلال الأعوام 2015-2018م؟" إلى أن إصلاح أسعار الطاقة يُعد طريقة فعالة للحد من النمو السريع في الاستهلاك محلياً وتعزيز سلوكيات الحفاظ عليها، بجانب تشجيع الاستثمار في كفاءة استهلاكها وتقليل الأضرار البيئية الناجمة عن إنتاجها، وزيادة الإيرادات الحكومية. كما أكدا على أن مبادرات المركز السعودي لكفاءة الطاقة مثل فرض العزل الحراري الإلزامي على جميع المباني الجديدة ووضع معايير كفاءة الطاقة على الأجهزة الكهربائية ساهمت في تراجع استهلاك الطاقة.

زيادة الإيرادات الحكومية

كشف تعليق "كابسارك" أن إصلاح أسعار الطاقة ساهم في الحد من النمو السريع للاستهلاك السكني للكهرباء وزيادة الإيرادات الحكومية وتحقيق فوائد للاقتصاد السعودي إذ يُقدر إجمالي التغير في الرفاه الاقتصادي الناتج عن إصلاحات أسعار الكهرباء لعام 2018م في المملكة بـ 3.8 مليار ريال، إضافة إلى 3.4 مليارات ريال مكاسب الفائض الإجمالي.