قال تعالى (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّة فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي).

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره أعلن وزير شؤون الديوان الأميري في دولة الكويت الشيخ علي الجراح، صباح الثلاثاء (29 سبتمبر 2020) وفاة أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عن عمر يناهز 91 عاما. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، أحد الزعماء العرب الكبار الذين يشار لهم بالبنان بالحكمة والشجاعة والاتزان.

إنه الإنسان قبل أن يكون قائداً وأميرا، لا يدخر جهدا ولا يكل ولا يمل من أجل نجدة إخوانه المسلمين والعرب وتخفيف محنهم في أوطان كثيرة على امتداد الدول العربية والإسلامية والصديقة والعالم كافة.

رجل يعمل في صمت لا يتفاخر بما يقدمه للناس، تعلو الابتسامة محياه كلما شاهدناه يستقبل أو يودع إخوانه، ولكل من يصافحه، يهب دائما لمساعدة المحتاجين في كل مكان، ولا أبالغ إن قلت إن يده الكريمة ممدودة لكل كويتي وعربي يطلب المساعدة.

إنه صاحب الأيادي البيضاء والأب الحنون لأبنائه الكويتيين، تمر الأزمات وتهتز الأمم بفعل عواصف إقليمية وأممية، ويبقى القائد المحنك والحكيم وشعبه صامد حتى تمر العاصفة بسلام، وتبقى الكويت كما هي في أمن وأمان ونعمة واطمئنان.

يهدف دائما للسلام، وهو من أكثر الأهداف النبيلة التي كان يرحمه الله يسعى لتحقيقها داخل الكويت وفي الخليج وفي المنطقة وفي الدول العربية، ويعتبر من أكثر القادة العرب التزاما بتحمل المهام الجسيمة لمنصب الحاكم المسؤول، فكان الأكثر حضورا في المناسبات الوطنية والخليجية والعربية والعالمية، كما أنه رجل المبادرات الأول، لا يفوّت فرصة للالتقاء بإخوانه القادة العرب للتشاور في سبل حل القضايا العربية.

هو أكثر الزعماء حضورا في القمم الخليجية والعربية، وأكثرهم سفرا في رحلات مكوكية لأجل القيام بمصالحات بين أشقائه العرب أو دعم مبادرة عربية لخدمة الشعوب.

لن أستطيع في مقال كهذا أن أعبر بكل ما يجول بخاطري عن هذا القائد الفذ.

نعزي إخواننا وأهلنا في الكويت ونقول رحم الله الشيخ صباح الأحمد وأدخله فسيح جناته ووفق الله الشيخ نواف الأحمد الصباح في توليه مهام القيادة في الكويت وإكمال المسيرة إلى الأمام.

حفظ الله الكويت وأهلها وحفظ كل بلادنا الخليجية.