أكد المُعالج النفسي الإكلينكي، الدكتور وليد الزهراني أن مدمني الألعاب الإلكترونية مأهلون بشدة للإصابة بما يطلق عليه ظاهرة «Hikikomori» التي انتشرت في اليابان وتعرف بأنها مصطلح ياباني يعني حرفيا (انسحاب، تقوقع)، أي الانسحاب الاجتماعي أو العزلة والتي تتفشى خصوصا لدى المراهقين والبالغين.

يعاني أكثر من مليون شخص في اليابان من هذه الظاهرة التي شددت وزارة الصحة اليابانية على أنها تطلق على الأشخاص الذين يرفضون الخروج من منازلهم، والذين يرفضون التفاعل مع المجتمع عن طريق انعزالهم في المنزل لفترة زمنيه طويلة تزيد على 6 أشهر.

ومع القفزة التي تجتاح العالم التقني والتطور العلمي المذهل المتسارع لوسائل التواصل الاجتماعي، وتطور الألعاب الإلكترونية بدأ كثيرون يندمجون في عالمها ويميلون شيئا للانعزال والوحدة، لكن كثيرين يخلطون بين هذا الانعزال المؤقت والظاهرة التي تشترط انعزالا طويلا، وإن كان مدمنو الألعاب بانغماسهم الشديد واندماجهم وميلهم لعيش أجواء ألعابهم منفردين بعيدا عن التواصل مع من حولهم، مؤهلون للمعاناة من هذه الظاهرة على حد تأكيد الدكتور الزهراني، جنبا إلى جنب مع من يعانون الاكتئاب والقلق.

أبرز الأسباب

أوضح الدكتور وليد بنعم أن الاكتئاب غالبًا ما يحفز ظهور هذه الظاهرة، خصوصا في الاكتئاب الشديد أو المتوسط، والذي يكون بسبب التعرض للصدمات القوية أو الخيانة، أو صدمة من المجتمع أو الأقارب مثل الوالدين، مما يجعله يُفقد الأمان مع المجتمع، أو حتى وفاة شخص عزيز عليه، من هنا تأتي بداية الانعزال وينسحب من المجتمع.

القلق الاجتماعي

أضاف أن القلق الاجتماعي الشديد يلعب دور كذلك، حيث يفقد الشخص المهارات الاجتماعية في التواصل مع المجتمع ويبدأ بالانعزال التدريجي وربما يستمر إلى مدة قد تزيد على الستة أشهر.

أيضا من الفئة المعرضة للعزلة هم مدمنو الألعاب الإلكترونية الذي يقضون وقتا طويلا على الألعاب منعزلين تماما عن العالم الخارجي لفترات قد تزيد على الستة الأشهر بحسب ما يراه الدكتور الزهراني من مرتادي العيادة.

انتشار الظاهرة

أشار الدكتور وليد إلى أن الظاهرة مُنتشرة عالميا ولا تكاد دولة تخلو منها، خصوصا بين فئتي الشباب والمراهقين، وهي مُنتشرة بين الفتيات أكثر منها عند الذكور.

العلاج

أشار الزهراني إلى أنه قبل العلاج يتم أولا تشخيص الحالة مع دراسة الأسباب من جميع النواحي يأتي بعد ذلك الخطة العلاجية وهي تنقسم إلى قسمين: خطة علاجية دوائية.

يصرف فيها حبوب نفسية تساعد في السيطرة على هرمون المزاج خصوصًا في حالات الاكتئاب والجانب الدوائي يساعد في تحسين الحالة المزاجية ومن ثم يمكنه الخروج إلى المجتمع، والآخر هو العلاج السلوكي والذي يكون من خلال تدريبات نفسية وأساليب علاجية تساهم في تغيير جوانب من شخصية المصاب بحيث يمكنه التغلب على مشاكل الاكتئاب، بتعليمه أساليب تساعده على الاندماج في المجتمع من جديد ومواجهته، مع التغلب على جميع المخاوف التي قد تصاحبه مع اندماجه، حتى يعود للمجتمع بثقة أكبر مع القضاء على جميع الأسباب التي أدت إلى العزلة.

hikikomori

- مُصطلح ياباني

- بمعنى الانسحاب الاجتماعي المطول والعزلة

- كلمة hiki مشتقة من اليابانية وkomaru تعني العودة

- يتراجع الأفراد المُصابون مثل النساك إلى منازلهم أو غرف نومهم ويغلقون على أنفسهم بعيداً عن العالم لأشهر وقد تصل إلى سنوات

- تتراوح الأعمار ما بين 15 و39

- تنتشر في اليابان وإسبانيا وكوريا الجنوبية وكندا وهونغ كونغ والهند وفرنسا والنمسا والولايات المتحدة والبرازيل