حاجتنا كبيرة لتنظيم القطاع الصحي الخاص، ولكن اتهام الأطباء الذين يعملون فيه بمحاولة استغلال المرضى دون حقائق ووقائع، يجعلنا نعيد النظر في واقع الإعلام الصحي الذي يفتقد إلى وجود متخصصين قادرين على صناعة رأي محايد دون إطلاق الاتهامات، آراؤك هي حق مكفول ولكن اتهاماتك تعد غير مسؤولة ولا يمكن قبولها.
ولكن الساحة خالية للصحفي النزيه الذي أصبح يتلقى شكاوى المرضى حتى في (السوبرماركت)، هذه الغوغائية تزيد من عدوانية الأفراد تجاه الممارس الصحي، كما أنها ستتسبب بفقدان الثقة المعهودة بين الطبيب ومريضه، حتى المتقاعدين من الأطباء أنفسهم باتوا يمارسون الغوغائية، بعد أن شابت رؤوسهم ويطلقون النسب المئوية بناء على خبراتهم، وسؤالي لهم لماذا حضوركم الآن بعد كل تلك السنين؟
من يعتقد أن الممارس الصحي جدار قصير للقفز عليه فهو محق نعم !
المطلع على الأحداث الصحية وما يصاحبها خلال الفترات السابقة سيجد أن التعرض لشخصية الطبيب واتهام الممارس الصحي وتحميله فوق طاقته، أصبحت عادة إعلامية اجتماعية وهو الحلقة الأضعف.
الكثير منا يجهل أن سلم الكادر الصحي هو الذي خنق الممارس الصحي، وغوغائية البعض ستقتله فيها اتهام وافتراء !
لا تستشعروا قيمة الكوادر الصحية خلال هذه الجائحة فقط فالأمر مؤلم جدا.
ويجب أن يعلم الصحفي النزيه أن انتقادك الشخصي للأفراد دون المنظومة هو دليل ضعف حيلة وخوف !
المنظومة الصحية في المملكة أنظمتها وتشريعاتها تحتاج إلى عمل وجهد كبير، وكل الممارسات الخاطئة الفردية لا يمكن تعميمها على كل من يعمل في القطاع الصحي.
خط الدفاع الصحي الأول في المملكة يجب أن نقف معهم وندعمهم و نساندهم، ومن المعيب مساومتهم حتى في طرق الكسب المشروعة وجعلهم في خانة التطوع دائما، وكأن العمل التطوعي إجباري على كل ممارس صحي!
نحن نتقدم ونتطور بانتقاد عمل المنظومة وبمتابعة خططها المنجزة ومشاريعها الاستراتيجية وكيفية استثمارها في الكوادر الصحية.
في نهاية الأمر تميز الكوادر والطواقم الطبية هو امتداد للتميز المؤسسي وتميز عمل المنظومة ككل.