وأضاف "أنه انطلق 2011م، مستنداً على ركيزة ثابتة وقاعدة صلبة من الشراكة الفاعلة والمثمرة التي عملت وفق منظومة متكاملة، التي اتجهت أهدافها لاكتشاف ورعاية واستثمار الموهوبين كقادة المستقبل لتحقيق رؤية المملكة 2030، كونهم الذين يخلقون فرص العمل ومنتجي التقنية، وبما يخدم ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة، لتكريس وجود المملكة العربية السعودية على خارطة المنافسات الدولية وفي الصف الأول من بين دول العالم المتقدم، من خلال منصات التتويج المحلية والإقليمية والعالمية وعبر الحدود". وبين الدكتور سعود المتحمي أن اكتشاف الموهوبين يُعد من خطوات الرعاية، وأن البرنامج، لم يعد الوحيد للكشف عن الموهوبين قائلا إن في "موهبة" مقاييس أخرى للاكتشاف، منها:
- مسابقات موهوب
- الكانجارو موهبة
- مسابقة بيبراس موهبة
وكلها مقاييس تظهر للمجتمع الطلبة ذوي القدرات العقلية المتعددة، حتى أصبح لزاماً على مؤسسات المجتمع أن تتنافس لتنمية هذه القدرات العقلية وتوجيهها بطريقة تخدم احتياجات المجتمع، من خلال تقديم برامج نوعية تنمّي هذه الموهبة الإلهية. وذكر المتحمي أنه نتيجة للإقبال الكبير على البرنامج وتحقيق شموليته لأكبر عدد من الطلاب والطالبات، ومع انطلاقة نسخته الحادية عشرة في ظل ظرفٍ استثنائي بسبب جائحة كورونا، فإن البرنامج سيتاح للطلاب عن بُعد، كما سيتاح في مقرات مركز قياس لأول مرة، في تجربة جديدة لتنفيذ البرنامج بطريقة تتواكب مع متطلبات العصر. وقال إن حصيلة السنوات العشر الماضية من عمر البرنامج شهدت ترشيح أكثر من 594 ألف طالب وطالبة، اختبر منهم أكثر من 406 آلاف طالب وطالبة، وتأهل من بينهم ما يزيد على 133 ألف طالب وطالبة. وأوضح أن موهبة استطاعت خلال أزمة كورونا أن تتجاوز تحديات الحظر بطريقة مرنة تصب في صالح الموهوبين، وتحافظ على سلامتهم؛ إذ نفذت البرامج الإثرائية خلال الصيف "عن بُعد" لـ4460 طالباً وطالبة، وأدارت بكل جدارة، اختبار مسابقة كانجارو موهبة للرياضيات 2020 "عن بُعد"، بمشاركة عشرات الآلاف من الطلبة، كما حقق أبناء وبنات التعليم العام الذين تم تدريبهم بشكل مكثف في برنامج موهبة للأولمبيادات الدولية بشراكة استراتيجية مع وزارة التعليم، وجامعة الملك عبدالله، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، وجامعتي الملك سعود والأميرة نورة، واستطاعوا التفوق حيث حقق أبناء المملكة من طلاب موهبة والتعليم منذ بداية جائحة كورونا 41 فوزاً دولياً في مختلف المسابقات والمجالات، ورفعوا رصيد موهبة من الإنجازات العالمية إلى 390 فوزاً دولياً طيلة السنوات العشر الأخيرة.
بناء الانسان
من جهته قال نائب وزير التعليم معالي الدكتور عبدالرحمن العاصمي في كلمته خلال الاحتفال "إن البرنامج الوطني لكشف عن الموهوبين يعد أحد البرامج الرائدة التي تنفذ بشراكة استراتيجية بين وزارة التعليم ومؤسسة موهبة ومركز قياس، مؤكدا أن القيادة الرشيدة تؤكد دوما على أهمية بناء الإنسان باعتباره أساس أي حراك تنموي حقيقي، مضيفا أن القيادة الحكيمة تولي أبناءها من الموهوبين والموهوبات كل عناية ودعم تشجيع امتداد للنهج القويم التي إختطته المملكة منذ عهد الملك المؤسس في العناية بالعلم ووتشجعه ونشره ورعاية النابهين من الطلاب والعلماء والقادة وتبنيهم. وأضاف الدكتور العاصمي أن هذه العناية من قيادة الوطن تستحث على استحضار المكانة العالمية للمملكة ورفع علمها واسمها في كل محفل، وهي العناية التي ترتكز على الثقة بأبناء هذه البلاد باعتيارهم الركيزة الأساس للتنمية والنهوض بالوطن، ورواد قاطرة التحول الوطني معرفة وانتاجا. وبين نائب وزير التعليم إنه على مدى السنوات العشر الماضية تضافرت الجهود التي كان لها أكبر الأثر في اكتشاف الطلية الموهوبين وتقديم الرعايية المناسبة لهم إيمانا بأهمية الاستثمار في الإنسان ورأس المال البشري والتحول إلى مجتمع معرفي تتحقق فيه التنمية المستدامة التي أكدت عليها رؤية المملكة 2030 .
وذكر العاصمي إن هذه الجهود أفرزت عددا كبيرا من البرامج والمشاريع الوطنية التي استهدفت رفع كفاءة رأس المال البشري وتعزيز مستوى مساهمته في مسيرة التنمية، لافتا إلى أن الطموحات لتطوير التعليم والارتقاء به ورفع جودة مخرجاته كبيرة في ظل ما يشهده العالم من تحديات كثيرة بسبب الأوضاع الصحية الراهنة التي حرصت معها وزارة التعليم على استمرار العملية التعليمية عن بعد، وهو ما عكس الدعم الكبير الذي توليه الحكومة الرشيدة للتعليم من أجل الوطن ورفعته. وأشار إلى أن الوزارة أخذت على عاتقها تبني الموهوبين والموهوبات ورعايتهم في كافة مناطق المملكة، للعناية بمنابع الإبداع والتركيز على إظهار الطاقات البشرية الهائلة للمتميزين من أبناء الوطن، مؤكدا أن وزارة التعليم تعمل جاهدة بالتعاون مع الجهات المعنية على مقياس يشمل شريحة أكبر من الطلبة بدءا من مرحلة الطفولة المبكرة والطلبة ذوي القدرات العالية من ذوي الإعاقة، لرعاية المواهب وتغذيتها والوقوف معها من أجل مجتمع قادر على تجديد خبراته. ووجه العاصمي رسالة إلى الطلاب والطالبات مؤكدا أنهم أمل الوطن ومستقبله المشرق قائلا إن من أهم شروط التفوق والإبداع ليس امتلاك الموهبة فحسب بل العمل الدؤوب بجد واجتهاد لبلوغ أعلى درجات النجاح.
وقدم العاصمي تهانيه إلى إدارات التعليم المتميزة والفائزة مثمنا جهودها لاجتياز معايير ترشيح الطلاب الموهوبين وتحقيقها لكافة المتطلبات، كما قدم شكره للجهات الداعمة ولمؤسسة موهبة وفريق العمل على جهودهم مع كل الشركاء، لضمان تميز هذا البرنامج النوعي واستمرار نجاحه خلال السنوات الماضية.
تكريم الفائزين
وكرم نائب وزير التعليم والأمين العام لموهبة إدارات التعليم الفائزة حيث حصدت جوائز المستوي الأول إدارة تعليم الموهوبين في جدة بنين، وإدارة تعليم الموهوبين بالشرقية بنات، وفي المستوى الثاني فازت إدارة تعليم الموهوبين في المذنب بنين، وإدارة تعليم الموهوبين في الحوطة والحريق بنات، وفي المستوى الثالث فازت إدارة تعليم الموهوبين في عنيزة بنين، وإدارة تعليم الموهوبين في الخرج بنات. كما تم تكريم شركاء النجاح الذين ساهموا مع موهبة في دعم مجموعة من الطلبة من خلال تكفلهم بتسديد رسوم تسجيلهم في البرنامج خلال عامه العاشرة، حيث تم تكريم شركة معادن ومؤسسة تكافل الخيرية، والمجلس الفرعي التخصصي بجمعيات الايتام.
وقال مدير إدارة الكشف عن الموهوبين في موهبة ماجد الماضي، إن هذا العام يمثل تحديا لموهبة وشركائها للوصول لأرقام قياسية وتحسين البرنامج ومخرجاته، ولفت إلى التطوير الذي شهده البرنامج هذا العام مثل إتاحة التسجيل عبر منصة موحدة، وإتاحة أداء الاختبار من المنزل.
إشارة البدء
وفي ختام الحفل أعطى نائب وزير التعليم الدكتور عبدالرحمن العاصمي، والأمين العام لموهبة الدكتور سعود المتحمي، إشارة البدء لتدشين العام الحادي عشر لبرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين، وأصبح التسجيل الآن متاحاً من خلال المنصة الموحدة التي تم تدشينها عبر موقع موهبة الرسمي
يذكر أن أعداد المرشحين والمختبرين والمؤهلين في البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين سجلت ارتفاعا كبيرا خلال السنوات العشرة الماضية، وخاصة في العام الماضي 2020 مقارنة بأعدادهم مع بدء البرنامج 2011، حيث ارتفعت أعداد المرشحين من 43104 طلاب وطالبات إلى 75996 طالبا وطالبة بنسبة 43%، فيما ارتفع عدد المختبرين من 27782 طالبا وطالبة إلى 53553 طالبا وطالبة بنسبة 47 %، وزادت أعداد المؤهلين من 7529 طالبا وطالبة إلى 17327 طالبا وطالبة بنسبة 56 %.
وانطلقت المرحلة الاولى من البرنامج الوطني للكشف عن الموهوبين 2011م، وشملت 16 إدارة تعليم بنين وبنات، ثم المرحلة الثانية في 2012م، وشملت 29 إدارة تعليم بنين وبنات.، تلتها المرحلة الثالثة 2013م، وتضمنت تغطية بقية إدارات التعليم، ليصبح الإجمالي 47 إدارة تعليمية.