مع انتشار الموجة الثانية في عدد من الدول كثرت الأسئلة عن أسباب التخوف من الموجة الثانية ومدى قوتها. حول ذلك أوضح أستاذ علم الفيروسات السريري بجامعة نجران الدكتور أحمد الشهري أن التخوف من الموجات الوبائية الثانية يعود إلى المخزون المعرفي المتعلق بالتاريخ الوبائي لبعض الفيروسات المسببة للأمراض التنفسية، فالعالم مثلاً شهد أربع جوائح لفيروسات الإنفلونزا خلال القرن الماضي، والتي فتكت بالكثير، تضمنت هذه الجوائح ذروة وبائية لانتشار الفيروس المميت خلال الموجة الثانية ولثلاث سلالات هي H1N1 في عام 1918، وH2N2 في عام 1957، H3N2 في عام 1968، وH1N1 في 2009، وذلك بسبب الطفرات الجينية للفيروسات.

الموجات الثانية للأوبئة

عن قوة الموجات الثانية من الأوبئة بيّن الشهري الموجة الثانية من الإنفلونزا الإسبانية كانت أكثر فتكاً من الموجة الأولى والثالثة، حيث تسببت في وفاة عشرات الملايين من البشر، وذلك بسبب حدوث طفرات مميتة في التركيبة الجينية لفيروس الإنفلونزا، كما أن الأبحاث العلمية المهتمة بمتابعة التسلسل الجيني لفيروس كورونا المستجد تشير إلى رصد تغيرات بسيطة في التركيبة الجينية للفيروس خلال الأشهر الماضية، والتي ربما تلعب دوراً في مستوى حدة الإصابة بين المصابين، ولكنها لا تعني أن هناك تغيراً في خصائص الفيروس أو طريقة انتشاره بين البشر، لذلك الموجة الثانية في بعض دول أوروبا الغربية يبدو أنها تتميز بزيادة حلقات انتشار الفيروس لأسباب في مقدمتها الإخلال بالإجراءات الوقائية الصحية.

كورونا في موسم الإنفلونزا

حول إمكانية عودة انتشار فيروس كورونا في موسم الإنفلونزا بيّن الشهري أن اجتماع هذان الفيروسين مع بعضهما في موسم الخريف والشتاء مع عدم الالتزام واختلاف المستقبلات على سطح خلايا الجهاز التنفسي السفلي البشرية لكل واحد منهما يتسبب بإرباك في الجهاز المناعي وبشكل متوقع سيؤثر سلباً على فعالية الاستجابة المناعية، كما أنه سيزيد الطلب على الخدمات المخبرية التشخيصية والرعاية الصحية الحرجة والذي يفاقم بلا شك حدة الموجة الثانية المتوقعة، وتابع الشهري في المقابل ظاهرة تداخل فيروسين مع بعضهما أحياناً لا تعني بالضرورة الوصول لذروة الانتشار خلال الفترة الزمنية ذاتها، لا تزال ظاهرة غير مفهومة لوحظت سابقاً في انتقال بعض الفيروسات التنفسية، وأكد الشهري أن التشابه في الاستراتيجيات الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد والإنفلونزا معا يعتبر عاملاً إيجابياً يشجع أفراد المجتمع على التكاتف والتعاون.

نشاط الفيروسات

أكد استشاري الأنف والأذن والحنجرة للأطفال الدكتور أحمد العمار، أن الأمراض الفيروسية تنشط وقت تغير المواسم خاصة في فترة دخول الشتاء. وتابع العمار: ومن هذه الفيروسات كورونا، والتي لا توجد المعلومات الكافية حول كيفية تصرف هذا الفيروس، وكذلك طريقة التفريق بين الكورونا والإنفلونزا لا تكون إلا بالمسحة، وذلك لتشابه الأعراض بينهما، وعليه إن أحس الشخص بنزلة البرد فينبغي عليه مباشرة عزل نفسه عن الآخرين والفحص، وذلك لمنع انتقال كورونا في حال كانت الإصابة بكورونا.

إصابة المتعافين

أشار الشهري إلى أن العديد من الدراسات الراهنة تشير إلى استمرار الاستجابة المناعية لدى المتعافين خلال الأشهر الماضية، ولكن من السابق لأوانه القول إن الاستجابة المناعية ضد فيروس كورونا المستجد تدوم لفترات تتجاوز 12 أو 18 شهراً، وذلك للحاجة لمتابعة المتعافين لفترات أطول ولذلك الالتزام بالإجراءات الوقائية واجب على الجميع.

الموجات الثانية للأوبئة هي الأقوى

الإنفلونزا الإسبانية كانت أكثر فتكاً في الموجة الثانية

تزامن الإنفلونزا الموسمية وكورونا يسبب إرباكاً في الجهاز المناعي

تشابه استراتيجيات وقائية بين الإنفلونزا الموسمية وكورونا من إيجابيات الحد من انتشار الوباء

الفيروسات تنشط بشكل عام وقت تغيير المواسم