لا شك أن للدور الذي تلعبه إيران مؤيدون في مراكز القوى العالمية، يتجلى هذا التأييد في التغاضي عن السلوك الإيراني البلطجي التخريبي في المنطقة العربية فهي تدعم وتدرب وتسلح الميليشيات والجماعات الإرهابية في طول البلاد العربية وعرضها، بل وفعلت ما لم يفعله أحد من قبل، وزودت بعض الميليشيات الموالية لها بصواريخ بالستية يصل مداها لألف كيلومتر يمكن بها تهديد منابع النفط في الخليج، بل ذهبت لأبعد من هذا حيث تطور مشروعا نوويا يعلم القاصي قبل الداني أنه غير سلمي الهدف، وبرغم خطر هذا المشروع حتى على ربيبتهم إسرائيل إلا أنهم وجدوا له حلا ومخرجا وأبرموا اتفاقا وتغاضوا عنه لأجل عيني خامنئي الناعستين.

هذا الدلع الذي يجده خامنئي والمكاسب التي يحصل عليها يبدو أنها أغرت لاعبا آخر في المنطقة فبعد أن لاقى الفشل في إدخال بلاده للاتحاد الأوروبي التفت صوب منطقتنا ووضع له هدفا آخر، وربما قال في نفسه لماذا لا أستفيد من هذا الوضع فأنا لدي من الإمكانات المادية والصناعية والعسكرية ما يفوق خامنئي، ولدي أيضا ما يفوقه من أتباع سذج أستطيع تجنيدهم ضد أوطانهم، فلماذا لا ألعب أنا أيضا هذا الدور وأوسع نفوذي في البلاد العربية وأعيد جزءًا من استغلال أجدادي لهذه المنطقة والسيطرة على قرارها وسلب خيراتها.

الجماعة المستميتة في الوصول للحكم والمهووسة بفكرة الخلافة قامت بالتحالف مع من تعلن أنهم أعداء للأمة لتصل إلى الحكم وفعلا وصلت، وبرغم الدعم الذي لاقته فشلت لم تكمل سنة في الحكم، وبعد هذا الفشل الذريع عادت لتواصل مساعيها في الوصول للحكم بالتحالف مع الأعداء والعمالة للخليفة المزعوم وعادت الجماعة لتمارس تضليل أتباعها والمتعاطفين السذج وتأليبهم ضد أوطانهم وتروج للخليفة المزعوم وتظهره بمظهر الزعيم الإسلامي حامي الأمة ومعيد أمجادها، لقد حاولت هذه الجماعة وما زالت تحاول الوصول إلى الحكم بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة، وقامت بالتحالف مع الأعداء والعمالة وبإثارة الفوضى وتدمير أوطانهم، وهذا يثبت أن هذه الجماعة خطر على الأوطان العربية ومن حق الدول أن تدافع عن نفسها ضد كل من يحاول هز استقرارها وإثارة الفوضى وتدمير مكتسباتها.

وبالنسبة لنا كمواطنين عرب لا فرق بين من يدين بولائه السياسي لخامنئي المعادي بلده وبين من يعتبر إردوغان الخليفة المنتظر ويؤيده ضد بلده وقادته غافلا عن أطماعه ومتناسيا ما فعله أجداده في الوطن العربي من استعمار وظلم وتسلط وقتل وتجهيل وسلب لخيرات البلد، في وقت كان أهلها أحوج الناس إليها من قلة ذات اليد، فما ظنكم سيفعل حفيدهم لو تمكن من أحد بلداننا بعد أن منّ الله علينا بهذه الخيرات والنعم.