قال معالي الشيخ التويجري رحمه الله معلقا على هذه الرسالة (قد يتصور من يقرأ هذه الرسالة أنها موجهة لرجل من آل سعود، أو رئيس عشيرة من العشائر الكبيرة، أبداً، ليس هذا ولا ذاك، إنه رجل من أبناء الشعب وعامتهم، ليس له عصبية ولا قبيلة ولا دالة على الملك عبدالعزيز، لكن عبدالعزيز يحسن اختيار الرجال، يأخذهم من بين أفراد الشعب بحسه واختياراته التي قليلاً ما تخطئ، فإذا هذا الرجل الذي يمكن أن تتخطاه العيون، يصبح في هذا المستوى الذي يخاطبه به الملك عبدالعزيز برفق وبألفاظ وتعبيرات تبني إنسانا كهذا، وتأخذ بيده إلى حمل الأمانة وثقة ولي أمر المسلمين به، هذه هي قبيلته، هذه عصبيته أخذه إليها الملك عبدالعزيز، وخلّده في مثل هذه الرسائل... ولعل من يقرأ هذه الرسالة ويتأملها يجد فيها وصايا تتداعى في حوار بين القائد وأحد رجاله وجنوده، إن الرسالة كلها تصب ضياءً في جفاف العقول، وظلمة النفس، ودفقاً من الوعي الإنساني عند الملك عبدالعزيز، لو استطعت أن أستقبل بوعي جلال ما في هذه الرسالة لبقيت معها وقتاً طويلا أكتب، وهي تُملي، ولكن لأني عاجز أتركها لقارئ غيري.
وبمثل هذه التربية التي يربي فيها الملك عبدالعزيز رجاله، يتعمق الولاء، لذلك حقق دولة ونظاماً وبنى آمالاً كباراً لهذا الشعب.
قلت: وخلَّف أبناءً وأحفاداً يسيرون على نهجه، ويكملون البناء بهمة عالية، فخدموا الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة خدمةً ما عرف التاريخ لها مثيلا، واعتنوا بكتاب الله وسنة رسوله جمعا وطباعة ونشرا وعلما وعملا، وطوروا البلد تنموياً حتى أصبحت بلادنا من دول العشرين العظمى في العالم، فاللهم ارحم الملك عبدالعزيز، ووفق إمام المسلمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان لكل خير.