كان هذا بالضبط ما حدث مع السعودية من نكران جميل وتخوين وطعن في الظهر من قيادات أولى فلسطينية، فما قدمته السعودية لفلسطين ولا زالت لا يحجب بغربال،
ولكنهم كانوا يحتاجون إلى بندر بن سلطان ليلوح لهم بأوراق التاريخ وهو يبتسم ليجعلهم ينظرون إلى أنفسهم في المرآة خجلين، لم أقصد من لبسهم الذي هو من لحم أكتاف خير المملكة، ولكن قصدت من تلك الوجوه التي عليها غبرة التمرغ بالوحل والخيانة لأهلها وبلادها هي قبل أي شيء.
حينما رأيت حكمة وحلم سلمان بن عبدالعزيز وعراب الحكمة والقوة القوي الأمين محمد بن سلمان وكرم أخلاقهما وأخلاق شعبهما علمت معنى «الله أعلم حيث يجعل رسالته»، نعم «إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا»، ولكن «اكفونا شركم» على الأقل فإننا إن أردنا فتح الملفات ستكون بمستوى ملفات بندر بن سلطان، هذا الرجل الذي لا يريد له التاريخ أن يترجل، كتبهم في الماضي وعمل لهم احتراما أمام دول العالم، والآن بجرة قلم يشطبهم ولو أراد لزادهم سقرا، لأنه يعرف تاريخهم المخزي، الذين جعلوا من فلسطين أكبر صفقة ابتزاز لهم ولتجار الشعارات ولكل من أراد التكسب السياسي.
كل أولئك المرتزقة من القضية من إيران إلى قطر إلى الجماعات وغيرها، لم يكن لهم وجود لولا البضاعة التي يبيعونها ويتكسبون بها في سوق الخيانة السياسي، كما كانوا يحتاجون لتلويح العصا أمامهم حتى يبهتوا، فلما ألقوا رد عليهم وتلقف ما صنعوا فلم يفلح سحرهم حيث أتى.
سكتنا وتكابرنا على جراحنا إيماناً منا بقضية فلسطين ووقوفنا مع الحق، ولكن مع الأسف أننا حينما احتجنا منهم كلمة الحق ضد من استهدف مقدساتنا وأرضنا لم ينطقوا بها «شاهت الوجوه»، ومع ذلك نظل ننتصر للحق في داخل أنفسنا لأننا تعلمنا ذلك وتربينا عليه من حكامنا ومن شعبنا، ولأن الله أمر بالعدل حتى مع من لم ينصفك وإن خذلونا حفنة بياعي الضمير والإنسانية والعدل.
سنرد عن أنفسنا الكذب وعن حكامنا وعن بهتان وشيطنة المملكة، هنا نقول «لا» ولا نقبلها من أصغر سعودي إلى آخر كهل، وما بندر بن سلطان إلا أحد مندوبي الشعب السعودي.
أما التكسب والاسترزاق من وراء القضية فيبدو أنه يزداد على جميع المستويات السياسية والدولية، ولا بوادر واضحة للإصلاح والتغيير في الوضع الراهن واللاعبون من كل الأطراف أنفسهم موجودون، وكما يقول المثل الشامي «لو بدها تشتي غيمت».