انتشرت في الآونة الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع موسيقية لسعوديين يقومون بدمج موسيقى البلوز، والكانتري مع الموسيقى المحلية مثل السامري والخبيتي وغيرها مما حققت مشاهدات عالية تعكس انطلاقة جديدة للموسيقى بطابع شرقي وغربي في آنٍ واحدٍ.

شغف الموسيقى

التقت الوطن العازف السعودي شادي الحربي الذي حقق مقاطعة على مواقع التواصل الاجتماعي رواجاً كبير من المتابعة والإشادة، حيث قام بدمج موسيقى السامري بالبلوز، والذي أفاد بأن شغفه بموسيقى البلوز كان أحد الأسباب التي جعلته يقدم لوناً مختلفاً من خلال دمج الآلات الموسيقية الشرقية مثل العود والعزف على آلات القيتار وتقديم عدة أغنيات من الفلكلور السعودي على نغمات موسيقى البلوز.

وأضاف أنه لم يتوقع هذا الاهتمام من المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض، فالكثير من النقاد والمختصين وجدوها نوعاً جديداً من الموسيقى الشبابية بهوية شرقية سعودية. أما الجهة المعرضة فوجدت أن مثل هذه الأعمال المدمجة طمس لهوية الغناء أو العزف الفلكلوري، وأكد أن هذه التجربة تعد تمهيداً لأعمال مستقبلية تهدف إلى إيصال الأغنية أو الفن السعودي والشرقي إلى العالمية من خلال العمل على أغنيات متنوعة.

الموسيقى لغة عالمية

أفاد الناقد الفني يحيى مفرح بأن «الموسيقى لغة عالمية وليست حكراً على مكان محدد والتطور في مجيع المجالات يجب أن يشمل الموسيقى أيضاً مع المحافظة على هويتها الاصلية لكن الموسيقى ستظهر بشكل جمالي متى ما تم توظيفها بمعايير المحافظة على هويتها، وتاريخها وتراثها حتى تظهر للعالم بشكل فني راقٍ فلا يصح أن ينغمس الفلكلور السعودي في الفنون الأخرى دون إظهاره بشكل جميل حتى لو تم دمجه مع موسيقى عالمية أخرى.

الفن رسالة

أضاف الناقد الفني فهد الأسمري: «الفن عبارة عن رسالة هامة للشعوب يبرز الفنان أصالة مجتمعه الذي يعيش فيه وعاطفة وحياة هذا المجتمع بشكل عام. وهناك الكثير من الفنانين الكبار في الوطن السعودي الذي أصبحوا سفراء لوطنهم من خلال إبداعهم في إظهار الهوية الوطنية السعودية وتعريف العالم بها وبثقافتنا التي نعتز بها وتختلف عن جميع الثقافات الأخرى، لأنها مدرسة يتعلم منها الآخرون هذه الثقافات التي نشأت على قواعد وأسس ممنهجة ذات أصول وعادات لا يختلف عليها أحد. رغم تنوعها من منطقة لأخرى.

وإذا أصبحت ثقافة مجتمعنا مدمجة بالغث والسمين لتعزيز حاجة في نفس الفنان فهو بهذا يعتبر انسلاخاً وتباعداً بالهوية الوطنية وعدم تفاخر بها، ناهيك عن انحطاط الفن إذا وصل إلى هذا الحد من عدم المعرفة بعاطفة المستمع والمتلقي. فأين هو الفن بهذه الصورة؟ وأين هي الكلمة الجميلة التي تطرب الأذن قبل أن تهز مشاعر القلب؟

فن شعبي

يعتبر السامري فناً غنائياً شعبياً من الشعر النبطي وهو من الفلكلورات القديمة في السعودية، أدخل أوزانه الشاعر محسن الهزاني في القرن التاسع عشر وتولى الشاعر محمد بن لعبون صياغة ألحان السامري والتي تعرف الآن باللعبونيات نسبة له.