لم تثن همة الشباب الراغبين بالاحتفال بالعيد على طريقتهم الخاصة الأنظمة والقوانين المرورية التي فرضت عليهم، بل إن كثيرا منهم هرع إلى ممارسة وإشباع هواياتهم المفضلة على مرأى من الناس بكل فخر واعتزاز وتباه منقطع النظير. وذلك من خلال ابتكار أساليب استعراضية للفت الانتباه إلى سياراتهم من خلال ممارسة صرعات متنوعة أو متشابهة وبشكل جزئي أو جماعي وبصورة متناسقة من أجل لفت الانتباه والوجاهة وإبراز سياراتهم وكأنها متشابهة وجديدة وخرجت لتوها من الوكالة.

يعتمد أسلوب الشباب في ذلك التكتيك على جهاز "بلاك بيري" أولاً، وعلى اعتماد صرعة الرشة لواجهة السيارة. فمن خلال أجهزة "بلاك بيري" التي يمتلكها الشباب ينسقون فيما بينهم على التجمع بسياراتهم في مكان معين، بعد أن يتفقوا على أن يبرزوا سياراتهم بمظهر جذاب ولائق ولافت للأنظار، من خلال القيام بصرعة جديدة في مجال تزيين السيارات سواء لجهة الإطارات أو لجهة تضخيم الصوت الموسيقي أو إجراء تعديل في المحركات أو في الهيكل والبدي الخارجي للسيارة، والبعض يعتمد فقط على عمل رشة للدهان الخارجي أو عمل رسوم وإضافات تتعلق بالدهان لإبراز السيارة بشكل جميل وجذاب. وغالبا ما يشارك في هذه الصرعات شباب من الفئة العمرية التي تتراوح بين (16 - 28 عاما)، ويتجمعون على شكل قوافل كل قافلة تضم نحو 50 سيارة أو أكثر أو أقل قليلاً.

يصف الشاب حمد سليمان الدريويش هذه الظاهرة الاستعراضية الشبابية بأنها حركة ترمي إلى التميز ولفت الانتباه، وأن الشباب يحاولون من خلالها الإظهار للآخرين أن لديهم القدرة على تأكيد وجودهم في المجتمع ولفت انتباه الآخرين ولو من خلال مبادرات خاصة بهم قد لا تروق للآخرين.

ويوضح الشاب عادل محمد الشايع أن السبب وراء هذا العمل بدرجة كبيرة هو الفراغ الكبير الذي نعاني منه، كما أنها فكرة عالقة بالرأس ونريد أن نفرغها على الواقع. مشيراً إلى أن الشباب يجدون مضايقة كبيرة من المفحطين وأصحاب السيارات المسرعة. واقترح تنظيم مسابقة تنصيب السيارات بصورة دورية على مدى كل ثلاثة أشهر. وأن يتم الاقتصار على تنظيم هذه الاستعرضات الشبابية فقط على الأعياد والمناسبات الأخرى وآخر أيام الاختبارات وما شابهه.

من جهته، يفيد الشاب سعود عبدالله الفالح أن الذي يجمع الشباب في عدد يتجاوز الـ50 مركبة في آن واحد هو جهاز البلاك بيري. حيث يشارك شباب من سن 16 سنة وحتى 28 سنة. مضيفا أن سعر الرشة يتراوح من 50 إلى 100 ريال للسيارة الواحدة عند محلات زينة السيارات، بينما تكلفتها 20 ريالا بمجهود الشاب الخاص.

أما الشاب فهد الهدباني فيقول: إن أكثر الاستعراضات في الزلفي تتم بسيارات "الهايلكس"، بينما في الشرقية يتم الاعتماد على سيارات "الداتسون"، وفي القصيم "الجيب" من كافة الفئات.

ويصف الفالح الصرعات التي يعتمدها الشباب من أجل إضفاء لمسة من التميز على سياراتهم بأنها تتمثل إما في الرشة الخارجية، أو الكفرات العريضة وذات الخطوط البيضاء، أو من خلال التنافس في اللوحات المميزة والمرايات المصفطة أثناء وقوف السيارة لزيادة جمالها.

وطالب الدريويش الجهات المعنية في توفير ناد شبابي استعراضي مخصص لتلك الهوايات وما شابهها بعيدا عن الحركة المرورية والزحام الشديد. فيما أكدت مجموعة من الشباب رغبتهم في الاستمرار بتنظيم الاستعراضات الخاصة بالسيارات بين الفينة والأخرى وأنهم يحبذون لو يتم احتواء هواياتهم هذه من خلال ناد متخصص للاستعراض.