بينما تجري حاليا عمليات إخلاء وإزالة المباني والمستودعات العشوائية الواقعة بين شارع العطايف وشارعي السويلم والمقيبرة وسط الرياض، استمرارا لخطة التطوير في قلب العاصمة، لاتزال بعض العمالة غير ملتزمة بقرار الإزالة وتمارس نشاط التخزين في تلك المباني التي حولت إلى مستودعات للبضائع.

محال الجملة

عكست مشاهدات «الوطن» خلال جولة ميدانية على المستودعات، الالتزام بقرارات الإخلاء لهذه المستودعات في جزء، وعدم الالتزام في الجزء الآخر، علما بأن المستودعات أشبه ما تكون بمخازن؛ نظرا لضيق مساحتها وضيق الشوارع المؤدية إليها، والتي تخزن فيها البضائع لخدمة المحال القريبة منها، خصوصا أن نشاط محال الجملة هي الأكثر.

إغلاق كامل

في الشريط الواقع بين شارعي العطايف والمقيبرة يتضح للعيان خلو المنطقة من النشاط التجاري بنسبة تتجاوز الـ 95% فهناك معدات هدم وبناء وعمالة خاصة بها إذ تحول المشهد إلى منطقة عمل بما تعنيه الكلمة وخلو الشوارع الداخلية من السيارات بنسبة كبيرة وإغلاق كامل المحال على شارع العطايف بالكامل، أما المستودعات الداخلية فالغالب منها مفتوحة الأبواب ويتضح إخلاؤها من البضائع ووجود بعض المخلفات فيها، إضافة إلى وجود بعض المستودعات المغلقة بأقفال ولكن لا توجد حركة تلفت الانتباه خلال الجولة، إلا أنه من خلال النظر في الأبواب وأقفالها يتضح أن هناك حركة فالأقفال جديدة ولم يعتريها غبار المكان والأعمال القائمة فيها.

أعمال الهدد

التقينا في أحد المحال داخل الحي بمقيم يعمل في محل لبيع المكسرات بالجملة ويدعى حسين، وسألناه عن المستودعات الموجودة في الحي، وأفاد بأنها أغلقت من قبل البلدية بالكامل وتم فصل التيار الكهربائي عن المنطقة بالكامل لأعمال الهدد، وكذلك أكد صالح باسيف الذي يعمل بأحد محال بيع الفصفص بالجملة، حيث كان يمارس عمله في محل خال من الإضاءة وبسؤاله عن أماكن تخزينهم لبضائعهم أفاد بعد إخلاء المنطقة وقطع التيار الكهربائي انتقل الكثير لمحال أخرى في مناطق مختلفة، وأيضا انتقلت المستودعات للأماكن المخصصة والمرخصة.

أما مراد النادري وحمد باوزير فكانا يقومان بتحميل آخر ما تبقى من أرفف أحد المحلات وبسؤالهم عن السبب، أكدا أنهما انتقلا لمكان آخر وهذه آخر دفعة من محتويات المحل الذي يعملون فيه، مشيرين إلى أن الشارع بالكامل أصبح منطقة عمل وتم إخلاؤه.

تخزين البضائع

بالانتقال إلى الجهة الأخرى في الشريط الممتد بين شارعي العطايف والسويلم فكان المشهد مختلفا تماما، حيث المنطقة مليئة بالسيارات وحركة العمالة مستمرة، حيث شاهدنا العمال يتنقلون بين الحين والآخر بعرباتهم، ويتحركون داخل الحي بحذر حيث تجد العامل يتلفت ويراقب جميع الاتجاهات قبل الدخول للمحل أو الخروج منه للتأكد من عدم وجود جهات رقابية في المنطقة.

وبالوقوف أمام أحد المستودعات تم رصد بضاعة أمام المستودع ويقف إلى جوارها عاملان عربيان، وعند سؤالهما قالا إن المستودع مغلق ولكن هذه البضاعة من إحدى سيارات النقل سيتم نقلها لمحلهم الواقع بشارع السويلم وما أن تحركا وغادرا المكان، استمررنا بالانتظار حيث تم فتح الباب من قبل أحد العمال الآسيويين ويدعى خليل، سألناه هل لا تزالون تمارسون تخزين البضائع في المستودع أفاد أنهم حاليا يفرغون المخزن من البضائع وبعد مغادرته تم طرق باب المستودع ليفتح لنا أحد العمال الآسيويين والذي تفاجأ بمشاهدتنا، فسألناه هل هذا مستودع قائم أم مغلق أفاد بأنه مستودع قائم فطلبنا منه مقابلة المسؤول عنه، فدخل إلى الداخل وأغلق الباب ولم يعد إلينا نهائيا، وتحول المكان إلى موقع أشبه ما يكون بالمهجور.

زقاق ضيق

التقينا أيضا في أحد المستودعات الواقعة في زقاق ضيق جداً، بشخص وهو يقوم بتعبئة عربته ببعض البضائع وكان شابا سعوديا ويدعى عبدالعزيز، وبسؤاله عن المستودعات ألم تغلق بالمنطقة، أفاد بأنها أغلقت ولكن لا يزال هناك نشاط في بعضها.

ومن خلال الجولة تبين أن الإجراءات في الشريط الواقع بين شارعي العطايف والمقيبرة أكثر صرامة، فقد أصبحت المنطقة شبه خالية أما الشريط الواقع بين شارعي العطايف والسويلم فالحركة لا تزال نشطة.