أستطيع الجزم بأن الرياضة لن تطبق في مدارس البنات، حتى لو أكدت عكس ذلك نائبة وزير التربية والتعليم نورة الفايز كما جاء في صحيفة "عكاظ" أمس..! وليس ذلك لأن بعضهم سيعترض تطبيقها، كما أنه ليس لأن المجتمع لن يتقبل ممارسة البنات لكرة القدم والطائرة والسباحة.. وليس لأي شيء سوى أن وزارة التربية والتعليم لم تستطع توفير بيئة مناسبة لممارسة الرياضة في مدارس البنين، الأمر الذي أصبح معه كثير من الطلاب لا يرغب بممارسة الرياضة في المدارس لأن الرياضة المدرسية محصورة – تطبيقاً - بلعب كرة القدم على ملاعب ترابية سيئة لا ترقى حتى إلى مستوى ملاعب الحواري التي يقيمها شباب بوسائل بدائية وإمكانيات بسيطة خلافاً لواقع إمكانيات وزارة التربية والتعليم الضخمة.

كنت سأصدق تصريح نائبة الوزير حين قالت: "سنعمل على عدة نواحٍ لتحقيق الرياضة في مدارس البنات، أولها إعداد البنية التحتية للمدارس وتهيئة الصالات الخاصة بممارسة الرياضة، وإعداد المعلمات القادرات على تبني هذه الفكرة.."؛ إلا أنني تذكرت واقع الرياضة السيئ في مدارس البنين التي تمارس فيها الرياضة منذ عقود، وتذكرت أن الطلاب لا يدركون لماذا سميت مادة الرياضة بـ "التربية البدنية" وهي لا تعرف إلا كرة القدم فقط..! صحيح أن مناهج التربية البدنية في مدارس البنين تحتوي الكثير من الرياضات إلا أنها لا تطبق منها إلا رمي الكرة للطلاب، وليس الملامَ في ذلك "المعلمون" لأن البيئة في المدارس لا تسمح بغير ذلك.

إحدى إدارات التربية والتعليم أعلنت أنها ستنشئ ملاعب مزروعة وصالات مغلقة في مدارسها، وتغنت بذلك في الصحف ووسائل الإعلام، فمضت الأيام وتكشفت التفاصيل فكانت الملاعب صغيرة لا تكفي إلا 12 طالبا بينما عدد طلاب الفصول يتجاوز 30 طالباً في مدارسها، وكانت الصالات مغلقة متعددة الأغراض تصلح لأي شيء سوى ممارسة الرياضة بأي نوع كان..!مضحك أن تتخيل وزارة التربية والتعليم تطبق الرياضة في مدارس البنات، فتساويهن بالطلاب وتكون ملاعب البنات مشابهة لملاعب البنين.. ملاعب ترابية وكرة قدم ترمى لهن في الفناء ويتسابقن خلفها!