نحو 8 سنوات مضت منذ طرح جزيرة عثر التابعة لمنطقة جازان للاستثمار في ملتقى فرص الرياض، دون أن توضع فعليا قيد الاستثمار.

وبدا أن هذه السنوات الـ8 لم تكن كافية لإنجاز إكمال دراسات الأثر البيئي للجزيرة، حسب ما يوضحه رئيس المجلس البلدي في قوز الجعافرة عبده حسن جعفري لـ«الوطن»، الذي يقول «عدم اكتمال دراسات الأثر البيئي لجزيرة عثر المطروحة للاستثمار في ملتقى فرص بالرياض وعبر التنشيط السياحي منذ عام 1434 تسبب في تعطيل استثمارها سياحيا حتى الآن».

ويرى جعفري هذا القصور بقوله «هذا القصور في الدراسات يعود إلى عدم تخصيص مبلغ الدراسة، وربما لعبت الظروف الراهنة، ومن ثم جائحة كورونا دورا سلبياً ساهم كذلك في عدم التخصيص»، مشيرا إلى وجود مستثمرين يرغبون في استثمار الجزيرة حال الانتهاء من الدراسات.


في عام 2019، جددت أمانة جازان ـ ممثلة في الإدارة العامة لتنمية الاستثمارات ـ التأكيد على طرح جزيرة عثر السياحية للاستثمار، وهي منتجع سياحي متكامل، تقع شمال شرق مدينة جيزان بالقرب من مطار جازان الجديد، وتبلغ مساحتها 1611773م2، وتبعد عن الشاطئ نحو 800 متر.

موقع أثري

على لسان من اليابسة يمتد داخل البحر يقع موقع عثر الأثري، وهو عبارة عن تلال أثرية تنتشر على سطحها الكسر الفخارية ذات العجينة الحمراء، إلى جانب مجموعة من التكوينات المعمارية المطمورة.

ويعود تاريخ عثر إلى العصر الإسلامي المبكر، ولعبت دورا مهما آنذاك، حيث شكلت عاصمة ومقر حكم لثلاث أسر منهم بنو مخزوم في أيام الخلافة العباسية، كما كانت ميناء تجاريا مهما من أهم صادراته المصنوعات الفخارية التي اشتهرت بها عثر، كما أنشئ بها دار لضرب النقود، وجميع الدنانير الذهبية العثرية التي كشف عنها والموجودة في وقتنا الراهن تعود للقرن الرابع الهجري وتدل على تاريخها ومكانتها.

وللدلالة على أهمية عثر كميناء، قال الشاعر:

يا دار عثر كم لفتك سفينة *** حرية بعوالم الأجناس

لتجارة من كل حدب تنسل *** تثري الديار نفائسا بالماس

وجاء ذكر عثر في عدد من كتب المؤرخين والجغرافيين الأوائل، كما في كتاب الهمداني صفة جزيرة العرب بتاريخ 344 للهجرة، وكتاب ابن حوقل صورة الأرض (376 للهجرة)، كما ذكرها اليعقوبي في كتابه البلدان (392 للهجرة) وعمارة الحكمي في كتابه المفيد (596 للهجرة).

أهم المعثورات

يتابع جعفري وهو باحث تاريخي «وجدت عدة معثورات في عثر، من أهمها الدينار العثري المنسوب للخليفة العباسي المطيع لله بتاريخ 363 للهجرة، وإلى ابنه الخليفة الطائع لله، وتحتفظ مؤسسة النقد بخمسة دنانير مسجلة إضافة لدرهم من الفضة، ودينار محفوظ بالمكتبة الوطنية في باريس، ومجموعة في المدينة المنورة، كما كشفت الحفريات عن وجود مجموعات متنوعة من الخزف الأزرق ذي الطلاء القلوي المعروف في العصر العباسي، والخزف ذي الطلاء المعدني، والخزف ذي الطلاء الأبيض القصديري المزخرف بزخارف محفورة، إضافة للآنية المصنوعة من البرونز والنحاس».

وتدل المعثورات على الأهمية التي تمتعت بها عثر تاريخياً في العصر الإسلامي في مجال سك النقود، حيث تسابق الناس قديماً لاقتناء الدينار العثري والتعامل به، كما كانت عثر ميناء تجارياً شهيراً له وزنه في زمن العباسيين.

3 أقسام

قسم علماء المسح الأثري مدينة عثر إلى ثلاثة أقسام، حسب مكوّنات وموجودات كلٍ منها، وكانت أول أقسامها عبارة عن أرضٍ رمليةٍ، فوقها مجموعة من التلال الصخرية بسماكات كبيرة، تكسوها بقايا حضارية من الفخار المكسور، الذي اختلط بعضه بالأصداف، وتقدر أبعادها بـ100 متر طولاً و100 متر عرضاً.

أما القسم الثاني فهو المنطقة التي تحصر المدينة، وعثر فيها على أنقاضِ دعامات تعود لمسجد من حجر الآجر، ورَدمٌ لبعض الأبنية والتكوينات المعمارية، وتقدر أبعادها بـ30 متراً طولاً، و30 متراً عرضاً.

أما القسم الثالث، فهو غني ببقايا الفخار المكسور، وتكثر فيه القواقع والمستحاثات البحرية حول السبخة، وتتداخل اليابسة مسافة 2 كلم داخل مياه البحر، على شكل لسانٍ، وتقدر أبعادها بـ30 متراً طولاً، و30 متراً عرضاً.

عثر

مدينة أثرية على ساحل البحر الأحمر

تقع غرب مدينة صبيا باتجاه قوز الجعافرة

لعبت دوراً مهماً في التجارة والاقتصاد

كان سوقها من الأسواق المعروفة في الجزيرة العربية

اندثرت حاليا وطغت الرمال على أطلالها

كان ميناؤها من أنشطة الموانئ بعد ميناء جدة في وقتها

معثورات تدل على مكانتها

دينار عثري المنسوب للخليفة العباسي المطيع لله بتاريخ 363 للهجرة، وإلى ابنه الخليفة الطائع لله

5 دنانير ودرهم فضي محفوظة لدى مؤسسة النقد

دينار محفوظ بالمكتبة الوطنية في باريس

خزف أزرق ذو طلاء قلوي معروف في العصر العباسي

آنية مصنوعة من البرونز والنحاس