نبني بيوتنا، ليس لنا ولأبنائنا، بل لضيوفنا. معظم مساحة الدور الأرضي من مجالس وصالة طعام ومجلس استقبال لضيوف، عندما يحضرون ثلاث أو أربع مرات في السنة، لأن منازلنا تبنى للوجاهة، وتُهمل حاجتنا وتمتعنا بها. نبني بيوتنا بعد حلم طويل، ثم نغلق مجالسها وصالاتها وواجهاتها الجميلة، لحين حضور الضيوف، مرة أو مرتين في العام، ونحرم أنفسنا وأولادنا الجلوس فيها للأسف. نهتم بشكل مبالغ فيه بالتصميم والديكور، والأثاث الفخم والتحف، والتكييف والإنارة، و محرم أو ممنوع الجلوس فيها أو التصوير.

يقع قسم الضيافة في المدخل الرسمي، وواجهة المنزل الجميلة، التي أيضا ممنوع الدخول للمنزل عن طريقها، مع دورة مياه تشابه دورة مياة أفخم الفنادق، وقد تكون هناك كاميرات مراقبة ومخبرون سريون.

كما أن هناك أوانى وقطع أثاث فخمة ثمينة يتم تخزينها في مستودعات محصنة، لا تستخدم سوي أيام معدودة لضيوف فقط، ثم يعاد تخزينها في انتظار ضيوف جدد.

هذا واقع وليس مبالغا فيه، فلابد من تغيير واستغلال مساحات المنزل المهدرة للتمتع بها،علي الأقل في كل اجازة أسبوعية، وإطلاق سراح الأواني وقطع الأثاث الفخمة الجميلة، والاستفادة والاستمتاع بها،ولن يتغيرأي شئ، فقط يتغير الفكر، فالإنسان يعيش حياة واحدة، عليه أن يتمتع بها.