مثل إيطالي شهير يقول «من يقول الحقيقة عليه أن يتوقع الطرد من تسع مدن» هذا المثل يفسر لماذا يصعب قول الحقيقة؟ هل لأنها تؤلم من حولنا؟ إذن لماذا الحقيقة تؤلم؟ لماذا لا نرضي أحدا عندما ننطق بالحقيقة ونرى الجميع يتغيرون؟ لماذا الكذب أحب إلينا من الصدق وقول الحقيقة؟.

دائما نسمع الحقيقة مُرة، هل هي كذلك أم أنها بريئة من هذا الاتهام؟ هذه الأسئلة الشائكة كانت، وستظل عالقة في أذهان الكثير، لاسيما إذا كنت تعرف أنك بقول الحقيقة، ربما تخسر بعض العلاقات والصداقات المهمة.

إننا نفضل أن نضحك على أنفسنا وعلى غيرنا، بقول غير الحقيقة، خصوصا إذا لم يعد بالإمكان تغيير مجرى الأحداث.

نعم يبدو قول الحقيقة صعبا أحيانا، سواء تعلق الأمر بمواضيع يومية عادية، أو ذات أهمية بالغة، وهذا يرتبط بعدة أسباب، مثل محاولة حماية النفس، أو الخوف من مواجهة الواقع، أو انعدام الثقة بالناس. إخفاء الحقيقة يرتبط بالثقافة التي نشأنا عليها، فنحن نتعلم قول غيرالحقيقة خلال مرحلة الطفولة، حيث يطلب منا عدم لفت الانتباه، أوأن نكون مهذبين وألا نقول كلاما جارحا، وإذا فعلنا العكس فسيقع على عاتقنا الذنب كله.

في أحد الأيام وقف الكذب والحقيقة بجانب نهر خارج البلدة، ادعى الكذب أنه يستطيع السباحة عبر النهر بشكل أسرع، قفزت الحقيقة في النهر.

ارتدى الكذب ثياب الحقيقة، وأخذ يجوب العالم، وهكذا ظلت الحقيقة عارية، فلم يصدقها أحد.

مغزى الحكاية، أننا غالبا ما نرفض بوعي أو لاوعي، حقائق معينة في حياتنا الشخصية، أو في العالم من حولنا، من أجل راحة البال، نحن ندير ظهورنا عن الحقيقة القاسية.

إن قصة الحقيقة والكذب والنهر، تجيب على أسئلة عدة، وإجابة للسؤال بعاليه، هل يجب أن نقول الحقيقة؟ أقول نعم.

السبب في منتهى البساطة، أن الصدق يجعل العالم أفضل وحياتنا أجمل وأكمل.