هل تشعر بالسعادة كل صباح وأنت في الطريق لعملك؟ هل تشتاق لعملك؟ هل تؤدي عملا إضافيا غير مطلوب منك حبا في عملك وإدارتك، ورغبة منك في جعل إدارتك الأفضل بين الإدارات؟!

هل لديك شغف بما تقوم به؟ هل أنت راضٍ عن المردود المادي مقابل عملك؟. إذا كانت إجابتك بـ«نعم» عن كل ما سبق ذكره، فمبروك لإدارتك، لأنها حققت لدى موظفيها مفهوم «الرضا الوظيفي»، فـ«الرضا الوظيفي» هو شعور إيجابي يحمله الموظف تجاه نفسه ووظيفته والمنشأة التي يعمل بها، فيحقق لديه القبول والسعادة والاستمتاع.

تحقيق مفهوم «الرضا الوظيفي» لدى الموظف يرفع من إنتاجيته، ويزيد من قدرته على تحمل بيئة العمل، ويخلق لديه الرغبة في الإبداع والابتكار، لأنه يشعر بأن جميع احتياجاته يحققها له عمله، من دخل جيد ومسكن وعلاج متاح، وبيئة تساعده على العمل والإنتاج، ويتحقق فيها مبدأ العدالة والمساواة، وإدارة تقدر جهوده وتكافئه على إنجازاته.

حتما هذا سيخلق لديه نوعا من الشغف بعمله، ويحمسه للابتكار والإبداع. «الرضا الوظيفي» لدى الموظف سيرفع من مستوى طموحه، ويزيد من ولائه لعمله، حيث يقلل من التسرب الوظيفي، ونسبة التغيب عن العمل، وسيسهم في زيادة معدلى الإنتاج والنمو، وتطور المجتمع. «الرضا الوظيفي»، بشكل عام، يتلخص في رضا الفرد عن أجره ومحتوى عمله وساعات العمل وترقياته، ورضاه عن إدارته وبيئة العمل من الزملاء والمكان، وربما يتفاوت مستوى الرضا بين نقطة وأخرى من هذه النقاط، والمهم والأهم فلربما يتجاوز البعض عن ساعات العمل مقابل مردود مادي مجزٍ، حيث إن أغلب الذين يحصلون على رواتب جيدة يفضلون في الغالب البقاء في أعمالهم، وربما يتجاوز البعض عن جودة المكان، حيث يكفي توافر مكان يستطيع الموظف أن يؤدي فيه عمله، ولكن يبقى الأجر والترقيات والعدالة بين الموظفين وحسن المعاملة هي الأكثر تأثيرا في أداء الموظف.

هناك علامات تدل على عدم تحقق «الرضا الوظيفي» لدى الموظف، ومنها قلة الإنتاج، وكثرة الأخطاء، وكثرة التغيب عن العمل، وكثرة الشكاوي، والملل والضجر من الروتين، والعلاقات غير الجيدة مع زملاء العمل.

من أشهر الإجراءات لقياس الرضا عن العمل إجراء استبيان وتوزيعه على الموظفين، حيث تكون به أسئلة مكتوبة بأسلوب مفهوم، وكثيرا ما يُفاجأ أصحاب العمل بمستوى عدم الرضا بين موظفيهم.

دائما يكون «الرضا الوظيفي» للعاملين بسبب سياسة توازن الحياة العملية الجيدة، التي تضمن أن يقضي الموظف وقتا ممتعا في عمله فينعكس ذلك إيجابيا على حياته خارج العمل.

الإحباط في بيئة العمل أكبر قاتل للإنتاجية، ومن أسباب «الإحباط الوظيفي» لدى الموظف غياب التقدير المعنوي من قبل إدارته، والتهميش وسوء التقدير، ومعاملته معاملة لا توفيه حقه من الاحترام والتقدير والثناء، والحرمان من الحوافز الوظيفية التي يستحقها، وبعض قوانين العمل غير المرنة التي تبعث على الملل، وتطفئ رغبة العطاء والإبداع، وأحيانا يستغل البعض صلاحياته في التحكم في مستقبل الموظف المهني.

استطلاع رضا الموظفين وحده لا يكفي لتشخيص العوامل الرئيسة في إحباطهم، التي يمكن أن تساعد المنشأة على تحسين الأداء، ما دام البعض محبطا لحد السكوت.

@seniordoctor