ذكرت قوات تيغراي أنها دمَّرت فرقة من الجيش الإثيوبي في معارك للسيطرة على المنطقة الشمالية، حيث أسفرت حرب مستمرة منذ ثلاثة أسابيع عن مقتل المئات، ونشرت قلقاً عالمياً.

ونفت الحكومة الفيدرالية ذلك، وقالت إن العديد من الجنود التيغرايين كانوا يستسلمون تماشياً مع مُهلة 72 ساعة قبل التهديد بشن هجوم على العاصمة الإقليمية ميكيلي.

صراع مأساوي

طالبت الولايات المتحدة، التي تعتبر إثيوبيا حليفاً قوياً في منطقة مضطربة، بأن تدعم جهود وساطة الاتحاد الإفريقي «لإنهاء هذا الصراع المأساوي الآن».

وقال رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، لإنهائه مواجهة مع إريتريا، إنه لن يتفاوض مع جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيغراي رغم أنه يخطط لاستقبال مبعوثي الاتحاد الإفريقي.

وأمهل قوات تيغران حتى يوم الأربعاء للاستسلام أو مواجهة هجوم على مدينة ميكيلي المرتفعة التي يقطنها نحو نصف مليون نسمة.

كما أعربت فرنسا عن قلقها إزاء تدهور الوضع الإنساني، وأدانت «العنف العرقي»، ودعت إلى حماية المدنيين.

وينفي آبي أي إيحاءات عرقية لهجومه على جبهة تحرير تيغراي، قائلاً إنه يُلاحق المجرمين الذين ثاروا ضد الحكومة الفيدرالية ونصبوا كميناً لقاعدة عسكرية.

دمار واسع

تقول مصادر أمنية إن المئات لقوا حتفهم، وفرَّ عشرات الآلاف من اللاجئين إلى السودان، حيث امتدَّ الصراع إلى إريتريا عندما أطلقت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي الصواريخ، وأثرت أيضاً على الصومال، حيث قامت إثيوبيا بنزع سلاح عدَّة مئات من التيغرايين في قوة حفظ سلام تقاتل مسلحين مرتبطين بالقاعدة، فيما أجرى رئيس مجلس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك مباحثات هاتفية مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تطرقت خصوصاً إلى ملف اللاجئين من إثيوبيا.

وأكد الرئيس الفرنسي خلال المكالمة الهاتفية، أن بلاده ستشارك في عملية تقييم احتياجات اللاجئين الإثيوبيين، خاصة مع دخول فصل الشتاء وتفشي وباء كورونا، وشدد الجانبان السوداني والفرنسي على ضرورة اهتمام المجتمع الدولي بما يحدث في إثيوبيا والنزاع الذي أدَّى إلى تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين الإثيوبيين عبر الحدود السودانية.

بدورها، شكرت المستشارة الألمانية السودان حكومة وشعباً على الترحيب باللاجئين الإثيوبيين ولوقوف الشعب السوداني واستقبالهم لجيرانهم من إثيوبيا، رغم الظروف الاقتصادية التي تعيشها البلاد.

وأكدت السلطات السودانية أن زيادة أعداد اللاجئين الإثيوبيين تمثل ضغطاً اقتصادياً، داعية المنظمات الأممية للتدخل السريع وتقديم المساعدات الإنسانية.

وقال مسؤول بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، آكسل بيستشوب، في وقت سابق، إن وكالات المنظمة الدولية تتهيأ لاحتمال وصول 200 ألف لاجئ إلى السودان خلال ستة أشهر فراراً من العنف الدائر في إثيوبيا.