أخذ مصعب بن الزبير رجلا من أصحاب المختار، فأمر بضرب عنقه فقال: أيها الأمير؛ ما أقبح بك أن أقوم يوم القيامة إلى صورتك هذه الحسنة ووجهك هذا الذي يستضاء به، فأتعلق بأطرافك وأقول: أي رب؛ سل مصعبا فيم قتلني؟ قال: أطلقوه.

قال: اجعل ما وهبت لي من حياتي في خفض. قال: أعطوه مائة ألف.

قال: بأبي أنت وأمي، أشهد الله أن لابن قيس الرقيات منها خمسين ألفا. قال: ولم؟ قال: لقوله فيك:

إنما مصعب شهاب من الله تجلت عن وجهه الظلماء

ملكه ملك رحمة ليس فيه جبروت يخشى ولا كبرياء

يتقى الله في الأمور وقد أفلح من كان همه الاتقاء

فضحك مصعب، وقال: أرى فيك موضعا للصنيعة. وأمره بلزومه، وأحسن إليه، فلم يزل معه حتى قتل.