يرى دبلوماسيون ومحللون أن الانسحاب الأمريكي والصعوبات التي يسببها السلوك الحربي لتركيا، يهزان حلف شمال الأطلسي ويدفعان الأوروبيين إلى التزود بقدرات للتحرك من أجل الدفاع عن مصالحهم بشكل مستقل، لكن الخلافات الداخلية تقوض مصداقيتهم.

وذكر النائب الفرنسي أرنود دانجان المتخصص في شؤون الدفاع أن «السياسة الدفاعية الأوروبية تعني إدارة الأزمات، وسيتم تنفيذ ذلك على الجبهة الجنوبية في مناطق لم تعد من أولويات الولايات المتحدة».

وأكد أنه «يجب أن يكون لدينا استقلال أوروبي حقيقي على الجانب الجنوبي؛ لأن قرارات الحلف تُتخذ بالإجماع وتركيا تشكل مشكلة لأنها تشل الحلف بمعارضتها بعض العمليات في هذه المنطقة وخصوصا في ليبيا». وبدأ حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي، كل على حدة، العمل من أجل التكيف مع الوضع العالمي الجديد.

وثائق سرية

أعدت أجهزة استخباراتهم المدنية والعسكرية جريدة أدرجت في وثيقة سرية، ويفترض أن تسمح هذه «البوصلة الإستراتيجية» للاتحاد الأوروبي «بإدارة أزمات»، ولتحقيق ذلك، بـ«تقليص تبعيتها» واكتساب «قدرات» وتحديد «شراكات».

ونشرت مجموعة حكماء قامت بهذا العمل الفكري، تقريرها مؤخرا. وسيناقشه وزراء خارجية دول الحلف خلال مؤتمر بالفيديو الثلاثاء والأربعاء، بينما سيعرض الأمين العام للحلف، النرويجي ينس ستولتنبرغ، مقترحات في فبراير 2021.

لكن الخلافات والمنافسة بين الأوروبيين وبين الحلفاء تقوض المبادرتين.

وتساءلت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب كارنباور، هل الولايات المتحدة التي قررت من جانب واحد الانسحاب من أفغانستان والعراق وأجزاء من أوروبا بحلول نهاية العام، ما زالت حليفا جديرا بالثقة؟

من جهته، طرح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان سؤالا: هل ما زال لتركيا التي لم تعد تحترم قواعد الحلف، مكان فيه؟