عشق الفن منذ صغره حيث كان والده مستمعا جيدا للأدوار الموسيقية والأصوات العظيمة في تلك الفترة، مما نمى في داخله حب الفن، كان جميل محمود منذ نعومة أظفاره يهوى الغناء، يغني في الفسح المدرسية إلى أن استمع إليه الشاعر طاهر زمخشري ذات مرة حين كان يعد برنامجه الخاص بالأطفال في الإذاعة، فكان أول ظهور لصوت جميل محمود.

دانات مكية

بعد التحاقه بالكلية العسكرية لدراسة العلوم العسكرية بمصر كانت إيماءات الطموح في قسمات الشاب المقبل على الحياة بروعة الفكر المتجدد، حيث تعلم العزف على العود أثناء دراسته بمصر العلوم العسكرية. نشأته على أغاني الموروث بإيقاع الدانة المكية، ونغم يماني الكف جعلت من أعماله الفنية أكثر ارتباطا بلون بلده الأصيل، فما أن يذكر اسمه إلا ويطلق عليه حارس التراث السعودي وأمينهُ وما أن يقال (هرم الحجاز) إلا ويتبادر للأذهان والقلوب اسم الفنان جميل محمود.

ظهور أول

كان من أوائل الفنانين الذين ظهروا في الإذاعة المحلية، ومن أوائل فناني المملكة الذين شاركوا بتمثيل الوطن خارج حدوده،حيث كان يحيي الحفلات بجوار طارق عبدالحكيم وطلال مداح وعبدالله محمد. ويعد أول فنان سعودي يظهر على شاشات التلفزيون بالمملكة مغنيا، حيث ظهر في تلفزيون (شركة أرامكو) الذي كان مركزه في المنطقة الشرقية، وكان التسجيل سينمائيا في ذلك الوقت، وهو الأمر الذي تناسب مع ظروف عمله العسكري بالمنطقة الشرقية.

عشق الفصحى

لجميل محمود تجارب لحنية ناجحة في صفحات الذاكرة، عَشق القصائد الفصحى، وكان يتلذذ بقراءتها والاستماع إليها وهي تغنى، فكانت أولى ألحانه التي غنيت (قصيدة سمراء) التي كتبها الشاعر يحيى توفيق وغنتها هيام يونس، تلتها قصيدة (كعبة الإلهام) غناها وديع الصافي. كان جميل يقرأ القصيدة أكثر من مرة حتى يستوعبها ويبدأ في تلحين الكلمة ليصيغ المقام المناسب لها، والنغمة المناسبة، بحسب ما يشعر به ويلتمسه بأحاسيسه في معاني الكلمات. ليبقى الفنان جميل محمود صفحة مهمة من صفحات الأنغام والطرب السعودي لما قدمه من عطاء فني كبير أثرى به المكتبة الغنائية السعودية والعربية.

رَبع الخليج

من أبرز الفنانين الذين تغنوا بألحان جميل محمود، شريفة فاضل في أغنية (راحت حياتي عذاب)، هيام يونس غنت له عددا من الأغاني منها (يا مسلمين بالعيون) و(زي الهوى والماء)، (كنا وكنتم)، (عد يا عداد). وتعاون مع رجاء بالمليح في مجموعة من الأغاني من أبرزها (يا أمل عطشان) و(انسى اللي راح)، مع عايدة بو خريص في أغنية (عتاب) و(ساري بالشوق)، ونجاة حسن في (كلام الناس). وعلى المستوى المحلي غنى له طلال مداح (لم يكن إلا أباً)، وغنى له عبادي الجوهر مجموعة من الأعمال منها (سمار يا سمار)، (أهل المثل قالوا)، (خايف منك) وغيرها. وشدا عبدالمجيد عبدالله من ألحانه بـ (وفر عتابك) و(يا غصن يا مياس) و(لو درى قلبي). أما ابتسام لطفي فغنت له (هواك) و(شوف) وأغنية (أمي)، وغيرهم من فنانين.

ومن أبرز الشعراء الذين تعامل معهم إبراهيم خفاجي في عدد كبير من الأغاني منها (فرق كبير) (ما أستطيع) (ساهي الجفون) (زي بعضه)، مع محمد طلعت غنى (عزة النفس) (الوادي الأخضر) وغنى من كلمات عبدالرحمن حجازي الكتير، منها (لولا خوفي) و(جدار الصمت)، ولياسين سمكري (يا أمل عطشان) و(لا تغيب) (فرحة الأيام) وغيرها.

وبمناسبة تأسيس (مجلس التعاون لدول الخليج العربي) عام 1981م قدم أغنية يعتز بها كثيراً وهي (رَبع الخليج) من كلمات عبدالرحمن حجازي.

وتر وسمر

اتجه جميل محمود إلى التلفزيون عام 1982، وعلى مدى خمس سنوات قدم (وتر وسمر) البرنامج الخالد الذي وثق وحفظ كثيرا من الموروث الفني السعودي، وظهرت فيه قامات فنية منها محمد علي سندي، فوزي محسون، طلال مداح، عبدالله محمد، عبدالله المرشدي، ومطلق دخيل، مرورا بالأجيال المتعاقبة كعلي عبدالكريم، ويحيى لبان، إضافة إلى نجوم العزف والتلحين، كما خلد البرنامج الكثير من الأسماء المتوهجة في سماء الطرب السعودي، وكان من أبرز الفنانين الذين انطلقوا من هذا المضمار الفني والبيت التلفزيوني التعليمي عبدالله رشاد ومحمد أمان.

أحدية عم جميل

بعد أن أصبح الهرم الحجازي يلقب بالعم جميل لتربعه على عرش الأستاذية، أصبح مجلسه في العاصمة المقدسة في كل يوم أحد كالمدرسة الفنية، يجتمع فيها أساتذة الكلمة واللحن والأداء لتحقيق أهم أهداف الأحدية، وهو الحفاظ على التراث، والاستماع إلى الأصوات الشابة وإرشادهم وتوجيههم إلى الطريق الصحيح. وقد أثر الانضباط العسكري لـ(جميل محمود) في أجواء أحديته، حيث يمنع الحديث وتداول النقاش والحوار أثناء الغناء؛ مما يولد احترام الحاضرين في المجلس للدور الغنائي الذي يقدم، حتى إلقاء التحية والسلام لا يتم إلا بعد انتهاء الفنان من تأدية دوره الغنائي.

جميل محمود

- ولد عام 1940 في مكة المكرمة بـ(حي المسفلة)

- درس مراحله الدراسية الأساسية بمكة المكرمة.

- ابتعث في 1957 من قِبَل وزارة الداخلية إلى كلية الشرطة بالقاهرة.

- عقب تخرجه عمل مشرفا على جوازات مطار الظهران في المنطقة الشرقية برتبة (ملازم).

تنقل بعدة مواقع عسكرية منها:

- رئيسا لمركز الجوازات في مركز سلوى الحدودي.

- شرطة السليمانية بمكة المكرمة.

- مديرا لشعبة السجون بالشرقية.

- مديرا للعلاقات العامة في الأمن العام بالرياض.

- قائد المرور الجوي في المشاعر المقدسة في موسم الحج.

- مساعدا لمدير المرور في المنطقة الشرقية.

- مديرا للتحقيقات الجنائية في شرطة العاصمة المقدسة.

- مديرا لمرور منطقة الرياض.

- رقي بعدها لرتبة عقيد قبل تقاعده عام 1980.

توج بكثير من الأوسمة والدروع ومنها:

وسام من جلالة الملك فيصل

وسام من جلالة ملك إسبانيا

وسام من رئيس جمهورية فنزويلا

وسام من رئيس جمهورية فرنسا

وسام التقدير العسكري

درع مهرجان المفتاحة بأبها عام 2000

درع مهرجان الرواد العرب تحت رعاية جامعة الدول العربية في مصر

درع هرم الحجاز

درع من نادي الوحدة بمكة المكرمة