وأشار الأمين العام لمركز الحوار العالمي، الأستاذ فيصل بن معمر، إلى أعمال منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين التي حظيت بأهمية خاصة بالنسبة له، لأسباب عدة، ولا سيما أن مركز الحوار العالمي هو نتاج المبادرة التي أطلقتها المملكة العربية السعودية، للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وقادت الجهود الدولية لمأسستها في هذا الكيان الحضاري العالمي الفريد بالمشاركة مع النمسا وإسبانيا والفاتيكان ومجلس إدارة من المسلمين والمسيحين واليهود والبوذيين والهندوس؛ بهدف التواصل وتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في جميع أنحاء العالم، لافتًا إلى أن منتدى القيم الدينية السابع لمجموعة العشرين، الذي استضافته المملكة العربية السعودية، قد شكل فرصة ملهمة لتوحيد الدافعين الرئيسين الكامنين وراء المهمة التي يقوم المركز على أساسها: فتح آفاق الحوار وتعزيزه بين القيادات الدينية وصانعي السياسات، وكذلك تقريب وجهات نظر وممارسات القيادات والمؤسسات الدينية والإنسانية والثقافية العالمية المختلفة. واعتز الأستاذ فيصل باستضافة وطنه، المملكة العربية السعودية، أكبر تجمع للقيادات والشخصيات متعددة الأديان في تاريخ المملكة، في عاصمتها (الرياض) أكتوبر الماضي، في إشارة قوية على دعم المملكة الجهود الدولية لتعزيز الحوار بين أتباع الأديان.
وقال ابن معمر: «لا يخفى على أحد أن جائحة «كوفيد-19» قد قلبت كل خططنا رأسًا على عقب، وهو ما جعل تنظيم المنتدى فعليًا أمرًا مستحيلًا، وقد مرت علينا أوقات كانت كفيلة بتهديد انعقاد الحدث نفسه.
في المقابل، علمتنا التحديات التي سببتها الجائحة دروسًا قيمة للتعاون، والحاجة إلى التضامن أمام تحد مشترك»، معتبرًا أن اللقاءات التشاورية الإقليمية (الطريق إلى الرياض 2020م)، التي غطت 6 مناطق إقليمية عالمية، وضمت ما مجموعه 500 مشارك من 10 تقاليد دينية و70 دولة في خمس قارات، مع إيلاء اهتمام خاص لضمان تمثيل النساء والشباب خير تمثيل، قد أسهمت في ارتقاء المشهد الختامي للمنتدى إلى مستوى التحدي والتميز، على الرغم من انتشار الجائحة، حيث جرت عملية استشارية أكثر شمولا وتنوعًا وأوسع نطاقًا، تبادر إلى أسماع المشاركين فيها شهادات قوية بشأن القضايا التي بحثها المنتدى، وأهمها آثار تغير المناخ، وعدم المساواة بين الجنسين، وعدم التوازن الاقتصادي، وضعف الحوكمة، جنبًا إلى جنب مع الدور المركزي الذي ينبغي على القيادات الدينية المتنوعة، التي توحدها المبادئ المشتركة للتسامح والسلام، أن تؤديه في تشكيل مصير الأسرة البشرية، فضلا عما دعمت به المنتدى الرئيس بسلسلة من التوصيات التي جاءت في إطار أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وكانت شاهدة على أهمية الدين والقيادات الدينية ومنظمات القيم الدينية في كتابة فصول التنمية البشرية.
وحث الأمين العام لمركز الحوار العالمي على ضرورة وضع خطة واضحة المعالم، تبحث كيف يمكن للمنتدى أن يبني أعماله على أساس ما استطعنا تحقيقه حتى الآن، والمضي قدمًا في أعماله العام المقبل، مؤكدًا أن قوة منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين تكمن في تنوع القيادات الدينية، ودعمها ومساندتها الفريدة صانعي السياسات في مجموعة العشرين، وهو ما يدعوهم ليكونوا أكثر قدرة وعلى مستوى الحدث بإشراك القيادات والمؤسسات الدينية في حوار فاعل ومستدام مع مؤسسات صنع السياسات في هذا الخصوص.