على الرغم من نجاح سياسة التضييق المالي على إيران وحزب الله، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ستستمران في تنفيذ ضربات محددة ضدهما، حيث تتبع إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترمب، الاستراتيجية التصعيدية التي تسعى إلى الاستمرار في إيقاف حزب الله في لبنان، وإيران وأذرعتها العسكرية في المنطقة، قبل أن يغادر البيت الأبيض في 20 يناير المقبل، وذلك عبر تنفيذ عمليات عسكرية محدودة مثل ضرب مخازن أسلحة واستهداف شخصيات معينة.

وهذا ما يؤكد عليه المحلل العسكري والعميد المتقاعد جوني خلف، بقوله: «إن العمليات المحدودة وسيلة أكثر تأثيرا وتعطي نتائج إيجابية أكثر من الهجمات العسكرية»، مشيرا إلى أن صمت حزب الله وإيران وعدم قيامهما بأي ردة فعل، يأتي لأنهما يعيا جيدا غياب تكافؤ الفرص في الوقت الراهن.

زيادة التضييق

يشرح خلف زيادة التضييق بقوله: «في لبنان نجح التضييق المالي والعقوبات الاقتصادية على حزب الله. حيث بات وضع مقاتليهم المالي مزريا مع تخفيض رواتبهم، وتراجعت المساعدات الاجتماعية، ما انعكس سلبا على بيئتهم الحاضنة، لذلك ستشتد العقوبات الأمريكية خلال الفترة القادمة على متمولين في حزب الله وقيادييه، وسيزداد التضييق المالي، مع توجيه ضربات عسكرية محدودة على مخازن أسلحته في سورية، واستبعاد أي عمل عسكري كبير في لبنان بسبب انتشار إشاعات حول تخزين حزب الله لذخيرته بين الأحياء السكنية في ضاحية بيروت الجنوبية والمطار، ما يعني سقوط ضحايا من المدنيين عند أي ضربة عسكرية قد تطال تلك المواقع، وهو ما لن تقدم عليه إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية في لبنان».

الافتقار للمقومات

يرى خلف، أن حزب الله في وضع «محرج»، فهو عاجز عن القيام بأي عملية عسكرية ضد إسرائيل، في ظل الوضع المأساوي الذي يمر به لبنان على الصعيد الاقتصادي والنقدي، لأنه يفتقر إلى مقومات الحرب التي كانت موجودة في عام 2006، وبالتالي «لا يستطيع استفزاز إسرائيل في جنوب لبنان، حتى لا تكون تداعيات تلك المغامرة سلبية على اللبنانيين، ما يعني أن حزب الله محاصر، وليس لديه حرية القرار، كما أن عليه التنسيق مع الجيش اللبناني قبل الذهاب في أي مغامرة، بعد زيادة قوة الجيش اللبناني بشكل كبير منذ عام 2005، الذي بات منتشرا على طول الحدود، وتكثف وجوده على الأرض من خلال مراكزه ودورياته ونقاط المراقبة، وهو ما أضعف دور حزب الله في الفترة الأخيرة».

عجز إيران وحزب الله عن الدفاع يرجع لـ:

معرفتهم بغياب تكافؤ الفرص

أمثلة على العمليات المحدودة:

ضرب مخازن الأسلحة

استهداف شخصيات معينة

التضييق المالي

العقوبات الاقتصادية

لماذا العمليات المحدودة أفضل من العمليات العسكرية:

لأنها لا تعرض الأحياء السكنية للتدمير

تحافظ على حياة المدنيين