في مرحلة سابقة ليست بالبعيدة، كان كثير من السعوديين يرى حرمة مشاهدة التلفزيون، وتفسيق أولئك الذين يخرجون على شاشاته، حتى لو كانوا مجرد مقدمي أخبار، ليتحول الأمر إلى أن أصبح السعوديون رواد الإعلام العربي، والأكثر حضوراً في اليوتيوب وتأثيراً في منصات التواصل الاجتماعي عالمياً.

في مرحلة سابقة ليست بالبعيدة، كان كثير من السعوديين يرى حرمة الهاتف ذي الكاميرا، خاصة على محارمهم، ليتحول الأمر إلى أن أجمل هدية ممكن أن يقدمها الرجل لأحد محارمه، هي هاتف جوال ذو الثلاث أو الأربع كاميرات.

في مرحلة سابقة ليست بالبعيدة، كان كثير من السعوديين يرون أن السياحة مجرد «دشرة» والسائح «سرسري» وفاسد كبير، يبحث عن الليالي الحمراء في البارات والأندية الليلية، حتى فتحت السياحة أبوابها، ورأى الناس أن السواح من بلاد العالم يجوبون المدن والقرى السعودية، رغم عدم وجود ما ذكر آنفاَ، بل لغرض السفر والسياحة الشريفة، للاطلاع على المعالم والثقافات الجديدة ليس إلا.

في مرحلة سابقة، كان السفر للخارج منقصة لما ذكر أعلاه بل وأكثر، لدرجة أن كثيرين يتباهون بعدم استخراجهم لجواز السفر، حتى يثبت أنه عنصر صالح، لكي يجد القبول الشخصي في محيطه الخاص والعام، ولكي يحصل على رضاء مجتمعه، ليحقق مكانة ذاتية خاصة، أو كسب وظيفة أو زواج وغيرها من المصالح الشخصية.

واليوم، نجد مئات الألوف من السعوديين والسعوديات، طلاب علم في أصقاع الأرض يمثلون أكثر طلبة علم في كوكب الأرض.

في مرحلة سابقة ليست بالبعيدة، كان كثير من السعوديين، يعارضون وجود دور عرض للسينما في بلادنا، لكونها مجرد وكر لعرض الفساد واستعراض المفاتن ، حتى فُتحت السينما هنا، وشاهد الجميع أن بامكاننا عرض سينما نقية، تتوافق مع قيمنا أفضل بكثير من أن ندع شبابنا يسافر لبعض الدول، لمشاهدة عروض مخلة وخادشة.

في مرحلة سابقة ليست بالبعيدة، كان كثير من السعوديين يرون أن الترفيه «شر وعيب» ويخجل أحدهم أن يراه القريب بصحبة أهله في مطعم أو متنزه ترفيهي، حتى فُتح باب الترفيه، وأصبحت العوائل تتنافس على حضور المناسبات الترفيهية النزيهة.

في مرحلة سابقة ليست بالبعيدة، كان الإنترنت مباحا في المحلات الخاصة، وممنوعا في البيوت، أما اليوم فقد أصبحت المملكة من ضمن الدول العشر الأولى عالمياً في سرعات الإنترنت، ويتضاعف عدد البيوت المشتركة بشبكة الألياف إلى 3.5 مليون منزل.

في مرحلة سابقة كانت الفتاة لا تستطيع الخروج من منزلها، لمقابلة جاراتها الزائرات لأمها، بينما هي الآن تخرج لتقود سيارتها، لتوصيل أبنائها ثم تذهب إلى عملها، وتشارك مجتمعها في قيادة المستقبل للأمة السعودية.

لقد اختار السعوديون الحياة على الموت، والمستقبل على الماضي، ولم يكن ذلك ليتأتى دون وجود أرضية قابلة للتغيير، ممثلة في شعب عظيم جاهز للإقدام نحو التغيير، ونفض غبار التخلف تحت قيادة يقف وراءها شاب ملهم، حضر في زمن مناسب ومرحلة مفصلية.