للموسم الثاني على التوالي تسجل فرق الجنوب، أبها وضمك حضور اً رائعاً في منافسات الكبار، واللافت أن الصورة التي يجسدها الفارسان، تؤكد مدى تميزهما وتحديداً ضمك، الذي يرسم مشاهد تجعل المراقب يتوقف كثيراً للقدرة الفائقة التي يقدمها لاعبو الفريق، وقائد المركبة الجزائري نور الدين بن زكري، الذي أعطى لفريقه لمحة براقة في حال الخسارة أو الفوز، فهذا الخبير يبقى ظاهرة ويسرق الإعجاب في كل الأحوال والأجواء الدراماتيكية، التي شاهدنا بعد تحويل الفريق تأخره 1 /3 أمام الأهلي لفوز كبير برباعية مشهودة، والحال ذاتها لأبها في لقاء النصر في إشارة إلى أن هناك أشياء يخفيها قطبا الجنوب في قادم النزالات، وربما أن الفرق الكبار ستكون الضحية، وما حدث في الجولة الأخيرة برهان على صلادة فرقتي «ابن زكري والشابى» واللتين أحدثتا حراكاً غير عادي في الشارع الرياضي بين التندر والإعجاب، وفي غمرة تلك الأجواء ظهرت أصوات نصراوية تراهن أن فريقها مسحور، وربما أصابته العين، كفانا الله وإياكم شر ذلك «وربما» في هذه المرة اختفت نغمة التحكيم، وقد يكون السبب أن الهلال ليس طرفاً في السيناريو، في حين أن الأهلاويين رموا باللائمة على الجهاز الفني بقيادة «فلادان» والصحيح أن قلعة الكؤوس يحتاج لمدافع ينظم إيقاعه لايقل عن «حجازي» الاتحاد الذي أحدث ثقلاً في الخطوط الخلفية للعميد، وبات هذا الفريق بمنأى عن الأخطاء القاتلة، بفضل التوازن الذي صنعه «حجازي» في المنظومة بعد أن رتق الثقب الذي تتسللت منه إشكالات الاتحاد في السابق، فدان للمنديالي عزف لحن المكاسب المتوالية، والتقدم لخطوات مهمة في سلم الكبار، ومرشح قوي لنيل الكأس العربية التي اقترب من حدودها، والدخول في دائرة النهاية، بعد أن فرض نتيجة إيجابية في لقاء الذهاب أمام الليث، الذي تعثر في الجولة السابعة أمام قادسية الخبر، وهي الخسارة الأولى للفريق في هذا الموسم، وترك الصدارة للهلال يختال وحيداً. السحر الحقيقي ما تقدمه فرق أبها وضمك والعين، والأخير قدم صورة مختلفة بعد أن أصبح رقماً مع الكبار، عطفاً على المكاسب التي حققها وفي الوقت ذاته خسر نقاطا كان الأحق بها، وتحديداً أمام الهلال والأهلي والفيصلي.