شهد العالم في 2020 عددًا من الصراعات السياسية بين بلدان عدة.

ولا تزال الصراعات الأقوى تتخذ حيزًا في عدد من الدول التي عانت منها طوال السنوات الماضية مثل أفغانستان وكذلك اليمن، وإثيوبيا، وبوركينافاسو، وليبيا، فيما أن الصراعات الأخرى تحكمها كثير من ظروف العداء السياسي الخارجي أو الأزمات الاقتصادية التي أصبحت وقودًا لأزمات الداخلية في بعض البلدان مثل «فنزويلا».

في الوقت الذي تفرط فيه واشنطن في وعودها وتجاهلها لما يدور في كثير من الماقع باعتبارها الشرطي الأول في العالم، تسعى القوى الإقليمية إلى إيجاد حلول بمفردها - سواء من خلال العنف أو الدبلوماسية.

«الوطن» تقدم رصدا لأبرز الصراعات الإقليمية في العالم خلال هذا العام وذلك من خلال موقع مجموعة الأزمات الدولية crisisgroup.org.

موجة تغيير كاسحة

تحكي الحروب اليوم قصة نظام عالمي عالق في موجة التغيير الكاسحة والمبكرة لزعماء كثر في العالم، والحديث عن موقف الولايات المتحدة في الصراعات التي تحدث في العالم يكشف كثيرا عن التناقضات أو الجهل بأمور لا يمكن الوصول إليها، وخير دليل على ذلك الأوامر التي أعطاها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترمب الذي أمر بخروج القوات الأمريكية من الصومال أخيرا.

الوضع في الصين

يقول رئيس مجموعة الأزمات الدولية روبرت مولي إن الصين تظهر واثقة من نفوذها في المجتمع الدولي، ولكنها لا تتسرع في ممارسة هذا النفوذ بالشكل الكامل، إذ تختار معاركها مع التركيز على الأولويات التي تحددها بنفسها مثل السيطرة المحلية وقمع المعارضة المحتملة كما هو الحال في هونج كونج أو الاحتجاز الجماعي للمسلمين في شينجيانج.

بالنسبة لبكين فقد أصبحت لعبة شد الحبل التكنولوجي مع الولايات المتحدة، لعبة طويلة المدى قد تقود إلى أضرار جانبية في كلا البلدين.

ظروف تدعم روسيا

تُظهر روسيا نفاد صبر دولة ممتنة للقوة التي جلبتها الظروف غير العادية وتتوق إلى تأكيدها قبل نفاد الوقت. سياسة موسكو في الخارج انتهازية - تسعى إلى تحويل الأزمات لمصلحتها. وتصور نفسها على أنها شريك أكثر صدقًا وموثوقية من القوى الغربية، وتقدم دعما عسكريا مباشرا لبعض الحلفاء، بينما ترسل متعاقدين من القطاع الخاص إلى ليبيا وأفريقيا جنوب الصحراء للإشارة إلى نفوذها المتزايد.

01 أفغانستان

يُقتل عدد من الناس نتيجة القتال في أفغانستان أكثر من أي صراع حالي آخر في العالم. ارتفعت معدلات إراقة الدماء خلال العامين الماضيين. وهزت هجمات متفرقة من مقاتلي طالبان ومقاتلي داعش مدن وبلدات في أنحاء البلاد. أقل وضوحًا هو إراقة الدماء في الريف. وصعدت واشنطن وكابول من هجومهما الجوي وغارات القوات الخاصة، وغالبا ما يتحمل المدنيون وطأة العنف.

02 اليمن

تسبب الحوثيون المدعومون من إيران في أكبر أزمة إنسانية تمر بها اليمن، إذ تحاول المليشيات الحوثية سرقة الحكم لنهب ثروات البلاد وتنفيذ أجندات طهران المعتمدة على التدخل في شؤون دول المنطقة ومحاولة زيادة نفوذها عن طريق العملاء.

03 إثيوبيا

ربما لا يوجد مكان يكون فيه كل من الآمال والمخاطر للعام المقبل أكثر وضوحًا مما هو عليه في إثيوبيا، الدولة الأكثر اكتظاظًا بالسكان والأكثر نفوذًا في شرق أفريقيا.

منذ توليه منصبه في أبريل 2018، اتخذ رئيس الوزراء آبي أحمد خطوات جريئة لفتح السياسة في البلاد. فأنهى مواجهة استمرت عقودًا مع إريتريا المجاورة، وأطلق سراح سجناء سياسيين، ورحب بعودة المتمردين من المنفى، وعين إصلاحيين في مؤسسات رئيسية. لقد حصل على جوائز في الداخل والخارج - بما في ذلك جائزة نوبل للسلام لعام 2019. لكن لا يزال الصراع مستمرا خصوصا مع بعض الحركات المناوئة له.

04 بوركينا فاسو

أحدث دولة تقع ضحية عدم الاستقرار الذي ابتليت به منطقة الساحل في أفريقيا. ويشن إرهابيون تمردا منخفض الكثافة شمال البلاد منذ 2016. وقد قاد التمرد في البداية جماعة أنصار الإسلام، التي يقودها إبراهيم مالام ديكو، وهو مواطن بوركانيزي وداعية محلي. بالرغم من جذورها في شمال بوركينا فاسو، يبدو أن لها علاقات وثيقة مع الجهاديين في مالي المجاورة. بعد وفاة ديكو في اشتباكات مع قوات بوركينا فاسو عام 2017، تولى شقيقه جعفر زمام الأمور، لكن ورد أنه قُتل في غارة جوية في أكتوبر 2019.

05 ليبيا

يحتمل أن تزداد الحرب في ليبيا في الأشهر المقبلة، حيث تعتمد الفصائل المتنافسة بشكل متزايد على الدعم العسكري الأجنبي لتغيير ميزان القوى. يلوح خطر العنف الكبير في الأفق منذ انقسام البلاد إلى إدارتين متوازيتين 2014. تعثرت محاولات الأمم المتحدة لإعادة توحيد البلاد، ومنذ 2016 انقسمت ليبيا بين حكومتين. قاتلت الميليشيات على البنية التحتية النفطية في ليبيا على الساحل. وأدت الاشتباكات القبلية إلى زعزعة الاستقرار في الصحراء الجنوبية الشاسعة للبلاد. لكن القتال لم يتحول إلى مواجهة أوسع.

06 الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل

تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران بشكل خطير عام 2019 ؛ العام المقبل قد يصل التنافس بينهما إلى نقطة الغليان. أدى قرار إدارة ترمب بالانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015 وفرض عقوبات متصاعدة أحادية الجانب ضد طهران إلى تكبد تكاليف كبيرة، لكن حتى الآن لم ينتج عنه الاستسلام الدبلوماسي الذي تسعى إليه واشنطن ولا الانهيار الداخلي الذي قد تأمل فيه. وبدلا من ذلك، استجابت إيران لما تعتبره حصارًا شاملاً من خلال تكثيف برنامجها النووي بشكل تدريجي في انتهاك للاتفاقية، واستعراض قوتها الإقليمية بقوة، وقمع أي علامة على الاضطرابات الداخلية بحزم. كما تصاعدت التوترات بين إسرائيل وإيران. ما لم يتم كسر هذه الحلقة، فإن خطر مواجهة أوسع سوف يرتفع.

07 أمريكا وكوريا الشمالية

بدت أيام عام 2017 صعبة عندما تبادل ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الإهانات والتهديدات بالإبادة النووية، وفي 2019، تصاعدت التوترات، وفي 2020 زادت جائحة كورونا العزلة في كوريا الشمالية، ولكن لا يبدو أن هناك حلًا للأزمة بين البلدين حتى في فترة الرئيس المنتخب جو بايدن.

08 كشمير

بعد الانقطاع عن الرادار الدولي لسنوات، أدى اندلاع اشتباكات بين الهند وباكستان عام 2019 حول منطقة كشمير إلى إعادة الأزمة إلى بؤرة الاهتمام. يطالب كلا البلدين بإقليم الهيمالايا، المقسم بحدود غير رسمية، تُعرف باسم خط السيطرة، منذ الحرب الهندية الباكستانية الأولى عامي 1947- 1948.

09 فنزويلا

لا يزال الرئيس نيكولاس مادورو في منصبه، بعد أن أوقف انتفاضة مدنية عسكرية في أبريل وتجاوز مقاطعة إقليمية ومجموعة من العقوبات الأمريكية. لكن حكومته لا تزال معزولة ومحرومة من الموارد، ويعاني معظم الفنزويليين من الفقر المدقع وانهيار الخدمات العامة.

10 أوكرانيا

جلب الممثل الكوميدي الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي انتخب في أبريل 2019، طاقة جديدة للجهود المبذولة لإنهاء صراع كييف المستمر منذ 6 سنوات مع الانفصاليين المدعومين من روسيا في منطقة دونباس شرق البلاد. ومع ذلك، إذا كان السلام يبدو أكثر معقولية قليلا مما كان عليه قبل عام، فهو أبعد ما يكون عن التقدير المسبق.